و منسيّة
كــ قلعةٍ نائمة منذُ القرن السابع عشر ،
تخيّلتي معي صمت المكان الموحش المهجور ؟
تخيّلتي على ريش الأرائِك نابته غابة ؟
تخيّلتي معي كيف العطش ينقط من الصنبور ؟
على التاريخ والقلعة ، على التّابوت وترابه ؟
ولا غرّد على الشّبّاك لا قمري ولا عصفور ؟
تدلّى ارواح من ماتوا مع الشباك وابوابه ،
نعم هذا الشعور اللي يفور ويحرق التّنور ،
بَعَدْ عينك أصير المنزل المهجور واخشابه ،
شعور الروح من بعدك سراديب وقفص وطيور ،
لو إن الأرض ممطورة لو الأجواء خلابة ،
قطعتي حبل تفكيري عن الفردوس قبل الحور ،
مجازًا … وإلا لن يخطر ولن يقرب وماشابه ،
تعالي نفتح الشّبّاك لو نكسر شموخ السور ،
دعينا نزرع الدنيا لو ان الناس حطّابة ،
تمر الخافق المُجدب يصير الشوك فيه زهور ،
يفوح المسك من دَمّه يصير الغيم محرابه ،
فؤادٍ فيك يتّنسّك، ظلام الكون عنده نور ،
ترى لو تنقطع كفّه يصير القلب سبًابة ،
أمانة هل تخيّلتي خراب المنزل المهجور ؟
ترى والله هو الإنسان لامن غابوا احبابه .