عندما بدأت الحرب
كان همّي الأكبر أن لا أفقد علاقتي باللون
ولكثرةِ ما مزجتُ في روحي من دم الأصدقاء ولحاء الشجر
وصفرة الوجوه عند اشتداد القصف
لكثرة ما طفح الكيل بنا وضاقت حيلتنا
نزحتْ ألواننا إلى بلادٍ أكثر بياضاً
ولأن الحرب تسمح لمبادئنا بالتلون، وعلى سبيل الإعارة فقط
لففتُ أبنائي بقوس قزح أبتغي دفأهم
أكلوا أطرافه حين جاعوا
وشربوا حليبه الملون حين اشتدّ عطشهم
الآن .. هدأت الحرب واتخذت شكلاً آخر
مع كل ماحدث..
ما زال لون القهوة أسوداً وملهماً
تقول ابنتي :
ماذا يريد الغراب الذي يعتمر رأسك وأنت تشرب قهوتك..!
وكيف أفاضل بين موتك الملون في الحرب
وموتك الآن بلونهِ الواحد ورتمهِ البطيء
ومن أي فجّ عميق نزفتني واخوتي
تقول ابنتي:
لقد هدأت الحرب
لكنّ نافورة دمٍ زرقاء في عينيك
تفورُ كل يوم.