مَبسم هَيا.

[سُرَى]

‏

تُطِلُّ بِـ ابتسامةٍ جَميلَةٍ .. لا نَسلَ لها ..
‏يُردِّدُ بِـ حُب : ( بين البروق وبين مَبسم هَيا فَرق )
‏يعلمُ أنِّي سَـ ألتفِتُ بِـ رُوحٍ ثَائرة .. مُعتَرضَة :
‏- ( وأَنا ) ؟!
‏- ( إنتِ تدرين وش إنتِ )
‏أَصمتُ بِـ انتصَار ..
‏وكُلُّ ما في داخلي يقول :
‏( يا أعدَلَ النَّاسَ إلَّا في مُعامَلتي ) ؛
‏فَـ أنا من بينِ الجَميع في قلبكَ الفُضلَى..

‏وحدها عَينُ أبي مَن عَلَّمتني أنَّ الحُبَّ العَادِلَ
‏( مَغشوش )
‏وأنَّ الّذي لا يستَمعُ لِـ كلامكَ الفارغ بِـ حُب
‏لَن ولَن يُصغي لكلامكَ ( المليان )

‏وَحدَهُ مَن عَلَّمني تأويلَ المَسافَة بِـ نَظرَةٍ واحِدة
‏وكَيفَ أنظُر لِـ كُهولةِ الأشياء بِـ طُفولَة تامَّة ..
‏وكيفَ نَتَّسع ، ونَحتَضِن بِـ دِفءِ كُلِّ الأُمَّهات..

‏كُنتُ أُحبُّ ثَناءَهُ الفَريد ، وطريقة انتقائهِ
للجُمَل ‏الَّتي يَخُصُّني بها ..
‏واسمي .. اسمي الَّذي يَنطقُهُ بِـ طَريقَةٍ
شاعريَّة تُزيحُ هَيا ومَبسَمها
من قِمَّةِ النِّداءات الجميلة في قاموسِه ..

‏يعلمُ أنِّي أُحبُّ الاستثناء ؛
فَـ أَحبَّني بِـ شكلٍ مُضاعَف..

‏يعلمُ أنِّي حينَ أغضَب أُكلِّمُ الحُقول بِـ لُغَةٍ جافَّة
‏وعِندَ الرِّضا أُكلِّمُ الصَّحراءَ بِـ لُغَةِ الشَّجَر.
‏يُدركُ أنَّ في تناقضي حياة فَـ يُقدِّر..

‏يعلمُ أنِّي لا أُحبُّ الثَّباتَ كَشاعرٍ عَموديّ
‏يخشى الرَّقصَ في مُحيطِ الدَّائرة ..
‏يُدرِكُ أنَّ جُنوني يُبدِّلُ نكهَةَ المكان ؛ فَـ يُقدِّر.

‏يَعلمُ أنَّ روحي حَالِمةٌ جِدًّا .. عصيَّةٌ .. وثائرَة ..
‏فَـ تَشفَعُ لها في قلبِهِ إنسانيتها الفائضة ..

‏يعلمُ أنِّي حينَ أفرح يُصبحُ الَّليلُ في عيني أبيضًا
‏وحينَ أحزن يُصبحُ الوتدُ في عَيني إبرَة..

‏يُدركُ تفاصيلي بِعُمقٍ شديد ..
‏تفاصيلي الّتي يرى رُغمَ فوضويّتها
أنّها الأرتَبُ في العَالم والأكثرَ إبهاجًا على الإطلاق...