بكاءُ الرملِ
:
نحنُ الأقاربَ.. نسبحُ
في عرضِ البحرِ.. على ظهرِ الأمواجِ
وفوقَ بساطِ الخشبِ.. على القاربِ
:
عندَ الحوارِ.. نجهلُ
كيف نسددُ.. وكيف نقاربُ؟
إذْ كلُّ طرفٍ منا.. يتأهبُ
كما لو كانَ.. في هيئةِ محاربٍ
فتتقدمُ..
على أناملِ السلامِ.. المخالبُ
:
نُدركُ..
أنَ الوقتَ.. من ذهبٍ
ونعيشُ أيامنا..
في غربةٍ.. وفي تعبٍ
:
يا ويحنا..
كيف بأعيننا.. نرقبُ
ألسنةَ الريحِ.. في جوفِ اللهبِ
حتى يأكلَ فينا.. التفكيرُ
الأجسادَ والعصبَ
وتنخرُ..
عظامَنا.. دودُ العتبِ
ويشربنُا..
الصمتُ.. مع الصخبِ
:
ويمضي بنا.. الوقتُ
في شرايينِ الهمِ.. إلى أعناقِ السُحبِ
وبين أنيابِ المقتِ.. يصرخُ
الحِلْمُ فينا.. ألماً وغضباً
حتى من قلوبِنا
تنزفُ الرحمةُ.. وتتسربُ
:
حبالُ المجهولِ.. تُكبلُنا
وتنمو.. في تربتِنا
براعمُ العذولِ
ويمكثُ الظلمُ.. أفئدتنا
:
هناك..
يمتدُ لسانهُ.. ويطولُ
إذْ على عجلٍ.. نُعلنُ
قبلَ العفوِ.. العدائيةَ
دونَ قاصمٍ..
لظهرِ بعيرِ الحقدِ فينا
والكراهيةِ
:
نُفَوِّتُ
فرصةَ الشفافيةِ.. علينا
ولحظاتِ الصدقِ والاعترافِ
ويضيعُ الهدوءُ.. منا
والمجدافُ
:
آهٍ..
بينَ أصابعِنا..
يفوتُ الأوانُ
ومن كلِّ جانبٍ..
تحيطنا الأحزانُ
وتُسحبُ..
على إبرِ الشوكِ.. أجسادنا
لا حسابَ.. للعواقبِ
لا هدنةَ
لا ولا صمودَ للدمعِ.. في المقُلِ
يا إلهي.. أينَ العلةُ؟
أفي الصدرِ.. والنيرانُ
يعلو لهيبها.. الدخانُ؟
:
آهٍ.. على رأسِ المعدةِ
مرارةٌ.. وحرارةٌ
ومحرقةُ أشجانٍ..
تعطلُ فينا.. الإنسانَ
ويبكي الرملُ في البستانِ
على الصدِ والبعدِ.. حيرانَ
:
هكذا..
حتى يذوبَ.. الوجدُ
ويموتَ الصلحُ
وتنتحرَ المبادرةُ
ويبقى الإثمُ.. علينا يشهدُ
أننا..
لم نعرف.. الطيبةَ يوماً
ولم نفهمْ.. أصولَ السنةِ
فنخسرُ..
بهكذا جُرمٍ.. عاقبتنا
إذ تبرأَ منا.. الإسلامُ
ومن الملةِ.. طردنا
يا ويلنا..
لن تطأ أبداً.. أقدامُنا
أرضَ الجنةِ
:
يا لخسارتِنا..
كم هي عظيمةٌ
لا دين ولا دنيا
ولا نبيَّ لنا..
عند المولى.. يشفعُ
:
جهاد غريب