بسم الله الرحمن الرحيم
.
أمضيت عمرا بأكمله في أحياء الطائف وشوارعه ومدارسه , أحبه بلا حدود
.
مَنْ مُبْلِغُ الطّائفَ المَأْنُوسَ قَافِيَتِي
أنّي غَمَسْتُ بِمَاءِ الوَرْدِ عاطِفَتِي
وَرْدٌ وغيمٌ وَفِي أَرْوَاحِنَا مطرٌ
والشِّعرُ يَشْدُو هُنَا أرضي وَعَاصِمَتِي
هِيَ الجَمَالُ الذِي لَمْ يَخْتَلِفْ أَبَداً
أَنْفَاسُ وَرْدٍ بِهَا قَدْ أُشْبِعَتْ رِئَتِي
بِسُوقِهَا لَمْ أَقُلْ شِعْراً وَلا خُطَبَاً
لَكِنَّ أَمْطَارَها قدْ أنْبَتَتْ لُغَتِي
هَامَ المُحِبّونَ قَبْلِي في حَدَائِقِها
مِنْ خَلْفِ رَايَاتِهِمْ أَمْضِي بِقَافِلَتي
رَوَابِطُ الشّعْرِ والتّارِيخِ تَجْمَعُنا
حَسْنَاءُ والكلُّ يدْعُوهَا بِمُلْهِمَتِي
مَصِيفُنا مَسْجُدُ العَبّاسِ أَوْسَطُهُ
مِنْ حَوْلِ سَاحَاتِهِ أَعْدَدْتُ بَوْصَلَتِي
حيُّ السّلامةِ بُسْتَانٌ بِهِ عَبَقٌ
شُبْرَا بِهَا قَصْرُ أَلْحَانِي وَأُغْنِيَتِي
أما رَأَيتَ جِبَالَ الكُرِّ شَامِخَةً
كَأَنّهَا بِدْءُ إِيذَانٍ لِبَسْمَلَتِي
مِسْيَالُ وَجٍّ كَشِرْيَانٍ يُزَوِّدُنِي
بِمَا تَيَسَّرَ مِنْ شِعْرٍ بِأَوْرِدَتِي
عُكَاظُها سوقُ آدابٍ لهُ أَثَرٌ
قَدْ عَادَ مُزْدَحِمَاً فِي صَيفِ مُؤْنِسَتِي
قروى وَإِنْ زُرْتُهَا يَومَاً يُرَاوِدُنِي
شَوْقٌ يُتَرْجَمُ وَرْدَاً فِي مُفَكّرَتِي
فكّرتُ بالرُدّفِ المَشْهُورِ مُبْتَسِمَاً
لمْ أَنْسَ لَهْوِي بِهِ طِفْلاً بِطَائِرَتِي
نَزْرٌ يَسِيرٌ مِنَ الأَشْوَاقِ أَنْطِقُهُ
وَأَكْثَرُ الشّوقِ مَدْهُوشٌ على شَفَتِي
لو يَعْلَمُ الشّعْرُ مَنْ قَدْ صَارَ مَنْبَرَهُ
لَصَاحَ فِي جَذَلٍ أَهْلَاً بِفَاتِنَتِي