الشعراء نوعين ..
1/ شاعر مُحترِف :
متفرغ تماماً للشعر ، يلتزم به كالتزامه بوظيفته
بل حتى لو قلت " هو وظيفته ولااعني الماديات الآن - بل أعني وظيفته الأبداع ، نظرته للشعر
ليس كنظرة الآخر ، مسكونٌ به ، لاينفَك عنه .. هذا النوع من الشعراء باحث ، هو في عملية ركض
مستمر نحو الإبداع " مغيّر " يسعى ليُحدِث شيء ويبتكر شيء يُشار له بالبنان ويكون له بصمته الخاصة ومن ثَمّ مدرسته الخاصة ..
ولو ذكرت مثلاً في الشعر الشعبي على سبيل المثال لقلت : البدر وقلت فهد عافت وقلت سليمان المانع لكنني لاأقول مساعد رحمه الله
لأن مساعد كان هاوٍ بااحترافيه ولولا مرضه ووفاته لازال مساعد لديه الكثير ليقدمه ماأن يتفرغ للشعر تفرّغ تام ، كل هذا الإبداع والأبتكار من مساعد وهو لم يقرر أن يحترف
الشعر ، بل كان في وقت فراغه والمناسبات الرسمية ، أو الأمسيات التي يُدعى لها ، فهو كان مابين عمله في السلك العسكري ومابين النشر والحضور المقنن ..
لكن توفاه الله وهو لازال لديه الكثير على عكس البدر وعافت وسليمان ، وصلوا للتشبع ولم يعد لديهم مايقدمونه ..
ولو ذكرت مثلاً على أحترافية الشعر ، لقلت تركي حمدان الذي بدأ حيث أنتهى الآخرون وسيأتي بما لم يأتي به الآخرون ..
2/ شاعر هاوي
شاعر ليس هاجسه التام الشعر ، بل يكتبه في وقت فراغه ، ليس مهووس بالحضور بقدر أنه يكتب متى ماشاء ، وهذا الهاوي مابين أمرين
أما أنه هاوٍ مؤقت وسيحترف الشعر متى ماتفرّغ له ويكون كما ذكرنا أعلاه ، أو نوع آخر عابث ، يبحث من خلال الشعر
عن أشياء لاعلاقة لها بجوهر الشعر ، العلاقات ، الماديات ، الشهرة ، الأضواء ، الخ ..
وهذا مؤقت لن يصل لمحترف ولن يدوم كهاوٍ لأن لديه هدف محدد ماأن يصل إليه يبدأ بالتلاشي وسيلفظه الشعر أساساً قبل ذلك
لأن موهبته مصنوعة وليست مطبوعة ، مقلّدة وليست خام ..
-
مجرد رأي