:
تحيّة طيّبة للجميع..
لا شك أن الأغلبية تُدرك بأن الأغنية .. تمر بأسوأ مراحلها .. سواءً من ناحية الكلمة أو اللحن
أو " الأداء " .. وهذه الأخيرة بتحفّظ ؛ لأننا لم نعدم الأصوات الجميلة .. ولكن " الشكوى لله ".
فالأغنية نتاج عمل جماعي .. واليد الواحدة " لن تستطع التصفيق " ؛ سأتحدث في هذا الموضوع
كمتلقٍّ أصبح محتاجًا لغسل أذنه بالماء والصابون كلما سمع أغنيةً جديدة ! ؛ بل أني أجزم .. بأن علماء الدين
الذين يحرمون الغناء .. لن يجدوا صعوبةً في هذه المرحلة لـ إثبات أنّ الغناء حرام .. من فرط تفاهة .. وخزي
ما يُطرح في هذه المرحلة !
*
كمتلقي عندما أتكلم عن " عيسى الأحسائي " و " عبدالله السالم " و " فهد بن سعيد " وغيرهم .. رحمهم الله
أحياءً وأمواتًا .. بحضرة أرباب الفن ؛ ينظرون لي بـ " نص عين " .. لأني أبدو في نظرهم متخلّفًا ورجعيًّا .. .
فهم خريجو مدرسة " السنباطي " و " الرحابنة " و عبدالوهاب " و " بليغ حمدي " .. رغم أنهم في الواقع ..
لا يُعادلون .." شسع نعل " من قوّست اسماؤهم ؛ ولا من نظروا إلي .. بنصف عين .. لأني معجبٌ بأعمالهم !
*
لماذا أقول هذا الكلام ؟! .. وعلى فكرة أنا لا أقوله كرأي بل أقوله عن قناعةٍ تامّة .
هؤلاء المتورطون بصناعة الأغنية وهم الأبعد عنها / بل دخلاء .. ودُخلاء كلمةٌ معبّرة جدًا ..
إن جاءوا كملحنين هم يتعاملون مع اللحن كـ " سلق بيضة " .. يسلقونها وهم لم يغسلوا " غسق أعينهم "!
ويريدون مننا أننا نضعهم في صف " طهاة العالم " ! وإن جاءوا كشعراء .. فهم ينزلون من رفّ الشّعر .. إلى رفّ الشعير ..
ويريدون أن ننظر لهم كـ د ابراهيم ناجي وبدر عبدالمحسن ! وفائق عبدالجليل ، وإن جاءوا كموزعين موسيقيين .. يريدون أن لا ننظر .. لهم
على أنهم " مقرقعي مواعين " !
*
لماذا فتحت هذا الموضوع ؟!
فتحت هذا الموضوع لأني من سنة أُغازل هذا الوسط .. ومن سنوات وأنا عندما أحتاج أن اصنع مزاجي من خلال أغنية ..
لا أجد في هذه المرحلة " روشتة دواء واحدة " ؛ ياعزيزي الشاعر أكتب أغنيتك ولكن لا تخرج من ملعب الشّعر .. ؛ عزيزي الملحن ..
إصنع لحنك وكأنك تصنع قصيدتك الأخيرة والتي ستضمن لك الخلود .. في ملعبك ! وتذكّر أنك مترجم آخر .. لما كتبه الشاعر ..
إن لم تكن كذلك .. فـ اذهب لممارسة أي شيء آخر .. ولكن خارج الأغنية ! عزيزي الموزع ..أنت الذي يختار لكل روحٍ جسدها ..!
إن كان هذا الأمر صعبٌ عليك .. فأبحث عن نفسك في مكانٍ آخر ..؛ والسلام .
🌹