الشاعر او الكاتب عموماً ربما يبحر في الخيال
ويرى المشاهد بصورة اكثر وضوحاً وتتسع في آفاقهِ
بمالا يسعُها خيال غيره ، ومنها يستطيع أن يتقمص الدور
دونما يعيش اللحظة بعينها فيوحي للقارئ مدى إيغال
تلك الشخصيّة في الأعماق المتأثرة بمجريات الحدث
وهذه براعة ومقدرة لا يستطيع الولوج اليها
والخروج منها الا من يمتلك تلك البراعة
وكثير من الشعراء برع في هذا الجانب
وخصوصاً الجانب العاطفي فعندما نقرأ ابيات
لشاعر لم يعرف حياة البادية قط ولم يعش
لحظة العشق البدويّ بكل تفاصيلهِ وما يُحيطهُ
من ظروف على مستوى الأنسان والبيئة ومع ذلك
نجده في تلك الابيات يتقمص الدور بشكل انيق ومثير جداً
ومن الشواهد بين يدي ابيات للشاعر ( احمد قنديل )
ابن البيئة الحجازية وقد عاش متنقلاً
بين جدة ومكة وبيروت والقاهرة
فلا يعرف حياة الصحراء ، لكنُهُ استطاع أن يجسد المشهد
بهذه الصورة الجميلة في هذاين البيتين يقول :
قال لي والتلال قـد لفهـا الصمـتُ
كــمــا لـفــنــا الــهـــوى بــردائـــهِ
ويميني تحيطُ عطفيهِ والبدر مطلُ
والـلـحـظُ فــــي الـلـحــظِ تــائه
كيـف أحببتنـي ؟ .... )
فالمشهد يحتمل الهدوء التام وبعيد جداً
عن صخب المدينة وضوضاء الشارع
وتسكع المارّة ويتجلى فيهِ ضوء القمر
والتلال يلفُها الصمت .
ــــــــــــــ
ولكم التحية
سالم العامري