آبَاد

[أحمد بهجت سالم]

من لي إذا
ظلت تطاردني الأوابدُ
واقتنصن عوالمي
من سوف يُضرم في القيود
مصائراً للخالدين
عفواً فحتى البحر
غادر مُسترِداً ماءه
لم يحتمل
لم تكتمل دوراته
عبثاً تنادي، قد تحطم قلبه
وأصابه السحر المُبين

ها قد أُضيئت ساحة الاوثان
يغمرها الصباح
من كل فجٍ تسبح الاوهام
تحسب ان يوما سوف
يلتهم الغبار
والشاعر المأفون يسكب
كل شئ
كل شئ
والعشب ينبض
هل تُرى عَشِق الحصار؟
حُبّان ينبثقا معاً
ومعاً يزولا حينما
يدنو الفرار
من كل سرٍ سوف
يكتحل الثرى
فالقلبُ فاهٌ
والآبَاد ثمار

ما بال شيطانٍ
اذا أغمضت استاري
تملكه الجنون
وأثار ثأرتي بما جادت
به بنت الثرى
يتعثر الحلم
الذي مازال طفلاٍ
بين أرجاء الُقرى
ويموت في مهدٍ
ولم تبكه
ولا عينٌ ولا أشلاء ضحكات
تمد حبورها
في حائط من خيزران
فلتهربي
لا شئ ينساه
الذي قدْته غيباتُ الدِنان
لا شئ لا جُمَلٌ
سترصخ بين شفتيك الحِسان
قد كنتِ قاربتِ الخلود
لكن روحك لم ترى
وفقط سكبتِ المِسك
صفحاَ عن مصافحة الذُرى
الأن تندثرين تندثرين
واحدة كألف
وتغادرين المُشترى