بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرون من الناس يحتاجون إلى توظيب مكائن السلوك لديهم حتى تعتدل قلوبهم مع ألسنتهم ، فكم لسان خالف قلب صاحبه ، وكم من صاحب طلة ( مثعلبة) لحق ذيله وهو يلف ويدور حتى يظهر غير ما يبطن . نحتاج من وقت لآخر إلى تزكية نفوسنا أي تربيتها وتهذيب ما أعوج فيها ، وترويض تلك النفس على السمو قدر الاستطاعة ، وتأديبها على طاعة الله كعبادة ومبدأ وسلوك حتى تستطيع تلك النفس أن تعود لوعيها كلما نزغها شيطان الجن أو شيطان الإنس وإن لشيطان الإنس لأضرار أبلغ تأثيرا ربما تتبرأ منها شيطان الجن . لنقف أمام خالقنا ومن ثم أمام انفسنا ولنرى إلى أي حد نحن صادقين في طاعتنا لله ، ثم مع أنفسنا ثم مع الآخرين ، وأي تذكرة بالله هل التي ستوقفنا عن الظلم أو التمادي في الطغيان ، أو التمادي في الاجتراء والافتراء والكذب ؟ أي موقف ؟ أي موقف ؟ أي موقف ؟ أيستطيع أحدنا أن يذكر الله ثم يتبع ذلك بمعصية أو تتبع لخطى الشيطان ؟ أيستطيع أحدنا أن يشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام ؟ أيستطيع أحدنا أن يعبد الله كأنه يراه ومن ثم يفعل مايغضب الله ، فيحلل حراما أو يحرم حلالا لغرض من الدنيا ؟ فمتى نتذكر أن الله ينظر إلينا وان أرواحنا وأقدار عمرنا ليست بالمعلومة بل في علم الغيب ، وأننا لا ندري متى سيأتينا الموت هل هو الآن ؟ أم وقت ان نعصي ؟ أم وقت ان نكذب ؟ أم وقت أن نغضب الله منا ؟ أم وقت أن يكون ربنا راض عنا ؟ أم وقت أن يكتبك الله مع الصادقين؟ أم وقت أن تطهر نفسك وتبكي على ما اقترفته من افتراء في حق الله وفي حق نفسك وفي حق الآخرين ؟ فلنمدد سجادة الصلاة ونتجه لبارئنا ولنجدد توبتنا إلى له سبحانه عله يغفر لنا ولنندم على كل تقصير منا وكل سيئة ، ولنبكي كل ذنب وكل معصية ولنعاهد الله على الرجوع إليه صادقين فليس هناك من يستطيع ان يخادع الله ، ولنستغفر ونبكي ونجدد التوبة ونعوّد أنفسنا على تزكيتها قدر الاستطاعة فاليوم عمل وغدا حساب ، ولاندري متى سيختم علينا وبأي خاتمة ستكون موتتنا ؟