ستبقى سولينا تحنُّ إلى الصَّبَاء، لمن عرفته في الصَّبَاء، وستظل تلعن المساء، وتلعن النِّساء كلَّما تذكرت رفيق صباها، وكلّما تذكرت تلك المرأة الَّتي لعبت دوراً كبيراً فيما هي عليه من عيش، ومن صراع مع الذَّات، لذلك يظهر عليها كيف تهزُّها كلمة إعجاب، وتزلزل وجدانها كلمة حبٍّ، رغم توجسها، وعدم ثقتها في أي شيء، وتراها بين حينٍ، وآخر ناقمة على معشر النِّساء.
سولينا مثقفة، لذلك تضحك ساخرة كلّما تذكرت كلام ضاربة الودع، ومتأمله فيما تعاني سيَّما عندما تتذكر كلام الطَّبيب، وهو يشرح لها عن الحالة الَّتي تمر بها، وهي إضطراب في الهوية، أو الفصام، والتعدد في الشَّخصية ( Multiple Personality ) هي تعرف تماماً تلك الأسباب الَّتي ادت بها إلى ما هي عليه، لكنها لا تعرف، أو لا تستطيع الخروج من تلك الشَّخصيات الَّتي تتلبسها بين الحين، والآخر كلّما تذكرت حدثاً هنا، أو هناك.
لعل إدراك سولينا إن الانسان إبن بيئته بإعتبار إن المؤثرات الاجتماعية، والثَّقافية هي من تصنع السَّيكولوجية النَّفسية، والشَّخصية، وهي أيضاً من تصنع المتغير في الثَّوابت، وإدراكها بأن الأشياء لا تأت كما نريد، وكما نحب، أو كما كنا نتخيلها، ونرسم لها القادمات من الأيام، وأيضاً معرفتها بالقواسم المشتركة الَّتي جمعت بينها، والكثير من صديقاتها، ومعارفها هي واقعاً، ومخرجاً من مخرجات إجتماعية ثقافية تقلل من وقع ما تمر به، لذلك هي تضع الحبل على الغارب، ولتذهب بنا الرِّيح حيث شاءت - *حسب قناعة سولينا.
* سولينا صفات المرأة الذَّكية، اللَّبقة، المثقفة، والحكيمة، والَّتي تدفع ثمناً باهضاً لهذه الصِّفات في مجتمعات لا تعير إهتماماً للمرأة، ولهكذا صفات، ولذلك هي صفات أكثر منها امرأة محددة بعينها.