هو : طلبت مني طبيبة الأطفال أن أصلح جهازها ،، في الأربعين من عمرها على أقل تقدير ،، مقبولة المنظر ،، ممتلئة في تكوين حسن ،، مثيرة رغم رزانتها واحتشامها أو ربما لرزانتها واحتشامها ،، يقال أنها ورثت عن زوجها السابق عمارتين ،،
قالت : على أبيها أن يساعدك
فقلت : وفيمَ يساعدني ؟!،، وقبل كل شئ أرفض ذلك
فقالت بإعجاب : جميل أن أسمع ذلك ،، الأخلاق أهم شئ في الدنيا ،، فقد رفضت العديد ممن تقدموا للزواج مني لطمعهم الواضح في أموالي ،،
نبرتها لا تدع مجالا ً للشك في صدقها ،، وإني أجدها مثيرة للغاية ،، وإني مخزن بارود عند أي إثارة ،، معاناتي في هذه الناحية تستحق الرثاء ،،
وقالت : هي فتاة ممتازة ولكن الزمن ****ها ،،
طعنة وأي طعنة ،، مقصودة أم جاءت عفو الخاطر ؟! ،، يا عجوز الغابرين هي بعمر بناتك ،،
على أي حال أفسدت تركيزي في حل مشكلة الجهاز ،، ولم يخفف من حدة توتري قولها : الحب هو العمر الحقيقي ،،
وغادرت غرفتها مشحونا ً بالسخط عليها والإثارة منها ،،
قابلت حبيبتي في أحد الممرات فقالت من فورها : هل أصبحت فني الصيانة !!،، هنيئا ً لك الترقية ،،
قلت : يا عزيزتي المرأة عاقلة متزنة وأنا احترمها كأم
فضحكت ضحكة باردة وتساءلت : وهل عاملتك كابن ؟! ،،
فتساءلت محتجا ً : تحقيق واتهام ؟! ،،
فقالت بسرعة : لا سمح الله ،، هل أنت غاضب ؟! ،،
قلت : أنا لا أغضب منك أبدا ً ،، هيا بنا لتناول الغداء ،،
ولكن ليت الأمر انتهى عند ذلك ،، فعندما عدت إلى المنزل وجدت والدتها تجلس مع أمي فتوجست شرا ً ،،
وقالت أمي على الفور : ها هو قد جاء ،، فقولي له ما تشائين بنفسك
" يا له من مساء " ،،
قالت : المسألة يا بني إنها على وشك الضياع ،،
" آه ،، فهمت مقدما ً هي الاسطوانة القديمة " ،،
قلت : إني مصغ يا خالتي ،،
قالت : حتى متى ننتظر ؟! ،، لا اعتراض لي على مشيئة الله ولكن الانتظار يبدو بلا نهاية ،،
قلت : أنا لم أقصر في شئ ،،
قالت : لا أحد يتهمك ،، ونحن لا نكن لك ولأسرتك إلا كل احترام ،، ولكن العمر يجري ،، وأنت فتى عاقل ،، بيدك إنقاذها ،، وربما إنقاذك نفسك أيضا ً ،، إنه مجرد سوء حظ ،،
وبعد انصرافها قالت أمي : لهم عذرهم يا بني ،، هذا ما يجب أن نسلم به ،،
" لم أقل شيئا ً "،،
فقالت : حتى أبوك رحمة الله عليه لم يقتنع تماما ً بالارتباط لولا إصرار صديقه ،، ولو سمعنا كلام أمها من أول الأمر ما انتهى بنا الأمر إلى هذه الخاتمة المهينة ،،