النورُ المُبينْ
يا آخِرُ الأنوارِ شَحَّ بريقُنا
والنورُ لا نورٌ إنِ انطفأتْ
شموعُكِ عن سماهُ يضِلُّ عنك دروبَه وبلا هُدىْ.
والقلبُ يخفُتُ والسماءُ كضيمةٌ
يا آخِرُ الآياتِ من سِفْرِ الحياةْ
نوارةُ القرآنِ ، قد نُوِّرَ الفرقانُ فيكْ،
وبقيتِ زينتهُ التي لا لن تموتْ.
سيانَ بين الشمسِ مُذ طلعت وأنتْ.
هي أشرقتْ للأرضِ ,حتماً أنتِ نورُ الشمسِ
يا وَهَجَ الجِنان.
يا ضيفةُ الرحمنِ يا قُدْسِيَّةُ الكلماتِ
كالنورِ المُبينْ.
ُهُوَ مُنتهى الأحزانِ ذاكَ الْ غيبَكْ،
ذاكَ الْ تَوسَّدَهُ ثراكْ.
قولي لنُورِكِ حينما تَلقَينهُ
جسداً وروحاً أننا نشتاقُهُ
ووشاحُهُ وسماحةُ الوجهِ البريءِ ،ملامِحُه وفرادتُه،
وكأننا في ليلةٍ قد غاب عنها بدرُها
والأرضُ شاحبةُ السماءِ بغيرِ وجهِكِ مُوحِشةْ.
وبغيرِ نبضِكِ، تمتماتُك كيف نشعرُ بالحياةِ ؟
وكيف نُلهي بعضَ مِنَّا حين لا نقوى
على هذا الغروبِ أَتُشرِقينَ؟
أَتسمعينَ نداءَ قلبٍ لا ينامْ،
وهديلُ صوتِكِ في تخوم مسامعي
مِثلَ الحَمَامِ ونايُ فَقدِكِ
يُرشِدُ القلبَ الحزينِ إليكِ مُذْ فارقتِنَا.
فعلامَ نجزعُ بَعد فقدِك
بَعدَ أنْ صار الذي -نخشاهُ كُنَّا -
يَطرُقُ الأبوابَ عَنَّا كالصلاةْ.
13 يونيو 2020
م.رضوان السباعي