يبدو أن الحل الأخير للوضع الراهن هو حقن الوحش القبلي والاقليمي بنطرية موت المؤلف اللتي نادى بها رولان بارت. يجب عزل الشاعر عن نصه وبالتالي قراءة النص قراءة محايدة وايجابية. ليس مهم أن يكون من قبيلتك أو دولتك حتى تقرء له بكل شفافية. أنا شخصيا ليس لدي أي اشكالية أن اقرء (لشارون) بكل حيادية. نعم: شخص الشاعر شيء وشعره شيء آخر. أعترف أن النص يتأثر بأيدولوجيا الشاعر وعالمه الذي عاش فيه ولكن تبقى القيمة الفنية هي المحرك الأساسي لعملية الإبداع. عندما يقول أحدهم انه يعجبه شاعر ما لأن أخلاقه عاليه فهو بذلك قد ظلم شعر الشاعر , لا أدري إذا ما كان يتذوق شخص الشاعر أم نصه ! وأتساءل لماذا الشاعر وحده يرتبط بما ينتج بينما لا نعير اهتماما بمصنع السيارة بقدر ما نهتم بالسيارة نفسها! الشعر الجاهلي على سبيل المثال وصل إلينا رغم انحطاط أصحابه! وهذا مادعى القاضي الجرجاني يطلق مقولته الشهيرة ( والدين بمعزل عن الشعر) مع أن الشعر ليس بمعزل عن الدين. يبقى الدين ثوابت وحقائق والشعر خيال ومجاز وعواطف كما وصفه تعالى ( والشعراء يتبعهم الغاوون) فالغواية لاتحدث الا بقول ما لا يٌفعل أو بالأحرى باللغة المجازية.
ودمتم بحب,,,
مجلكم: خالد الدوسري