كم تمنى القلب أن لو كان خفيفاً في صدور العاشقين
لايحمل حزناً يثقله ولا عتاباً يحرقه
ينبض سلاماً ويحمل غراماً لاتحكمه صروف الحياة رقيقاً كغيمة صيفٍ أو كظلال أوراق الشجر
ومن يحمل قلباً كهذا فهو الميت الحي!
كل مايشغله في تجويف الإنسان حيزٌ صغير ومع ذلك يفكر ويشعر لا تمر به الخيبات فينسى بل هو ميزانٌ لكل ضدين عُرِفا
ماذا تحملين يا قلوب البشر في زمانٍ تشوبه النائبات تضيق الواسعات وتلوذ الأحزان إلى أقاصي العتمات
لا فلات من قبضة الحب إلا لمن فقد عقله هو ذلك المنسي من سطور الحياة
ترفق يا قلباً تعلق بالماضي فاستحال منفى لكل أملٍ ضاع
وهاهي الليالي مدلجةٌ ذوائبها تسوّرت القمر وأعتمت أشباهه البعيدين لم تُبقي منهم سوى وجه أمي الحزين
أطبق الصمت على صحرائه حتى عويل الريح لم يعد يؤانس تلاله الخاوية ولا ربيع يزوره مرتحلاً
إليك ينفضُّ الحرف معوجاً ولا يستبشر التيه في أرجائك صداه فمالك ملت ميلتك وغدوت طريداً في بحار لاتدرك مرساها
وقفت ببابك لا تعرف خطاي عنك الرحيل كذا عيناي شاخصةٌ ذهلها ماحل بك
ألا أيها القلب المكبل بالأسى رفقاً برفيق نبضك
خذني إليك وخذ مني فرحةً وانسبها إليك لا بأس يضنيك ولست قاليك أو مبعدك.