.
.
.
- قبل الولادة:
كل "الحَي" يتهيأ لهذا القادم المنتظر ،
فأعدوا له طقوساً تليق بفخامة ميلاده ،
"الأب" أعد قائمة بأسماء القبيلة ،
"الجدة" صنعت من حضنها مهداً له
ثريا الدار أبدلت نور المصباح بسبع شمعات ،
ونساء الحي تعهدن بإعداد الحلوى..!
بعد الولادة:
كُتب عليه أن يرتدي ذنب موت أمه قلادة في عنقه
مهد الجدة يتلقفه على مضض وأحيانا ينبذه
نظرات الأب توحي بحنان شاحب يشوبه حقد دفين
ونساء الحي يتشاءمن منه إن لعب مع أقرانه
بعد عقدين:
تقوده قدماه لنفس الزقاق ،
يجثو أمام شجرة ارتدت
على جذعها آخر صرخة لها..
يصرخ:
أماه..!
ليتني بقيت في أحشائك
أسمع نبضات قلبك،
وأعيش احتفالهم بإنتظاري ،
وحيداً بعيداً عن أنظارهم
في بيتٍ يسكنك
وأسكنه باطنه رحمة
قبل أن أعيش خارجه
عذاب الذنب
وأتجرع نظرات النبذ ،
قبل أن يسخر مني
جارنا الفظ:
"كانت عقيقتك أمك"..!!
- ومضة:
قال تعالى:
(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ)
القديرة صُبح:
- هذا النص مساحة للتأمل
في ماوراء هذا المشهد الخاطف
لإنبعاث حياة من رماد أخرى
ولتعذري لقلمي مابثه هنا..!
خالص الود والتقدير