عندما تكون وحيدًا وأنت مع من تحبهم تزداد غربتك أكثر .
الحياة ليست أداء وظيفيًا لأعمال موزعة بالمناصفة ، بل هي مشاعر وروح وتمازج وذوبان وانصهار ، وإحساس مشترك ببعضنا البعض .
الحياة ليس رصفًا من الأنانية ومحبة الوحدة ، وعدم الاكتراث بالآخرين ممن تجمعك بهم علاقة محبة واجتماع ، بل الحياة عطاء دون قياس مقدار العطاء ، بل العطاء يكون على قدر المحبة ، فكلما كانت محبتك أكبر كلما كان عطاؤك أكثر .
ليست الصواب هو مايقوم به أكثر الناس أو كل الناس ، فقد عصى غالب أهل الأرض في زمن نوح عليه السلام نبيهم فعاقبهم الله بالطوفان ، لأن اجتماعهم كلهم على أمر واحد لم يجعله صحيحًا ولا صوابًا ، لأن الصواب هو الصواب بمعاييره المعروفة ، والخطأ كذلك .
الأنانية ليست ذكاءً بل نوع من الخبث والمكر ، لايقوم به من يدعي أن لديه قلبًا يحس ويشعر به ويزعل ويحب ويتحسس ، بل الأنانية للجمادات والأصنام التي لاتشعر ولاتحس بغيرها ، لأنه لاروح فيها أصلًا .
والأنانية كخصلة رذيلة لاتمت للوفاء والإخلاص بصلة ، بل الأناني إنسان غادر ليس لديه ولاء ولا انتماء ، لن يدافع عنك إذا سمع فيه مايسوؤك ، وستجده يتخلي عنك حال وقوعك في أي أزمة نفسية لأنه لايطيق أن يعيش دون استفادة ، أو دون أن يعيش حياته الطبيعية ، فهو ليس لديه مشاعر ليحزن لحزن ، ويخفف عنك ، ويواسيك ، ويحاول إخراجك من دوامة أزمتك النفسية .
كلا بل الإناني إدا ابتلاك الله به ستجده من النوع الذي يستكثر نفسه عليك ، وأنه لايطلب منك شيئًا على الرغم من أن غيره يعيش أفضل ، بل ستجده في حال انفعاله سيجعلك لم تقدم له شيئًا يذكر بالمرة وأنه صابر محتسب على الحياة معك .
الحياة مع الأناني هي حياة موحشة وحيدة قاسية .
فليرحمنا الله !