بيروت، الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.
رقم غريب يتّصل، لم أجب. فتمّ إرسال رسالة من الرقم نفسه:
_"أعرف أنكِ مازلتِ مستيقظة، وأعرف أنكِ لم تجيبي على إتصالاتي من هذا الرقم الغريب، لإنكِ خائفة أن أكون أنا. نعم، هذا أنا.
وأعرف الكثير عنكِ، أعرف أنكِ مهتمة جدًا بقراءة رسالتي هذه، وأنكِ انتظرتها أيامًا وأسابيعًا، وأشهرًا أيضًا، وأعرف أنني خذلتكِ كثيرًا ولم أرسلها. كنت أعلم وأشعر بدموعكِ طوال تلك الفترة، وبندمكِ الشديد بسبب أنكِ أنتِ من قرّر الرحيل، وأعرف أن لا شيء أجبركِ على هذا، سواي. كان يجب عليكِ أن تفهميني، تربيتُ على الكبرياء، وعلى "عندما تلتفت للذهاب عنكَ أيّ فتاة، اهجرها". أعرف تمامًا أنكِ لا تكرهيني، أفهم أنكِ تشعرين بالاشمئزاز من كلامي الآن.
وأعلم ما هو شعور أن يخذلكِ حبكِ الأول، وكم أنكِ تنفرين من مفاهيم الحب كلها، مع أنكِ بحاجة للشعور به مجددًا. أفهم كم كنتِ غريبة عن نفسكِ حين وجدتها تستطيع الذهاب بلا التفات، وأرى كتاباتكِ جميعها، وأعرف أيضًا أنّ جميع حروفكِ كُتِبت لي، وأنّ المرة الأولى الأولى التي كتبتِ بها لأحد، كانت لي ومن أجلي. وأدرِك ما معنى أن أجعل قلمكِ حزينًا، وأنكِ يائسة مني، وبدأتِ بنسياني ونسيان ذكرياتنا سويًا، وأحاديثنا الطريفة، لكنكِ مازلتِ تحتفظين بصورنا ورسائلنا معًا ولا تعرفين لماذا. أنا أعرفكِ كما لم يعرفكِ أحد، أفهمكِ أكثر من ذاتكِ، ورغم إنكِ بحثتِ جيدًا عن بديل يفهمكِ، لكنكِ لم تتقبليهم، ولم يفهموكِ.
وأعلم أنكِ حنونة، أتَتّسِع حنيّتكِ لمسامحتي؟"
-لا.
|ل آية بشارة |
مداخلة /
ما رأيكم بالرد الذي جاء بعد هذه الرسالة