...,
ثمّة أزمنة تتكوّم علي شِفاه الحرف
فيكُح الفقد,ويشتته كنثار الشظايا
قبل أن يُخلّفه كأسلابِ الشيخوخة..
ثمّة أمكِنة,حاسِرة,مأهولةٌ بالغياب,
تشكو لظلالِها حِيف أوصِياء الغُربة
قبل أن تنوء الترائب بأحمالها الوبيلة,
لتزعَق كصريرِ الرِيح في نهارٍ غائِظ..
الغيمةُ الأرمَاء,
رفيقة الأنجُم الشاحبة,
تضِجُّ بحشرجتها كالصِلالِ الهائجة,
ثم تمدُّ عرض أكتافِها للوجُوه المألوفة..
ينقصها التأهيل,لمساومةِ الفجر,
والشهيق,للتدحرُج من حافّة الغيبوبة..
-كدُخَان اللُفافة- يباغتها الغَسَق,
ليشُوّه ملامحها الممشوقة,
يسبغ عليها عباءة قاتِمة من غيهبِ الظِلال..
وذاك الغياب الذي جاء لينام علي وسادتي
إجتاز المسافة بأنفاسة الأخيرة,
ثم ألقي بالخارطة في سلةِ المهملات..
المغرُوسة كالخازوق في صدر المألوف
تشكو لشرودها الملفوف بالظنِ والأمل,
كيف جاء ليولِّي ظهره في هذا الظرف الخاطف..؟
بهذه القطعة الملوّنة من عمره الموقوت..؟
أيهما تداعَي من هجمةِ النزَق
وثكل المواعيد المتهوّرة..؟
قبل أن آخذنِي معه إلي القاع
ولا تصغَي لزَهاء بهرجها الأخّاذ..
تيقّن أنه,كلما إستدارت الأرض
أضحت كترسٍ حاد,ينبُش الحزن المخبوء,
لموعدٍ طاردناه بأقدامِ المستحيل.!!