ذابت العتمة في الشفق
والبحر شجون سوداء
والفنار ضباب بلا لون
والضفّة يابسة كسولة
تمخضت الغيمة في استعراق
كانت خطواتها في العتمة
تتجه للقناطر في انكسار
كانت تتنفس شعاع الضوء
وتصغي لأرجل اللاشيء
حنين يدير على النواعير
المقدرة ثمار العشّاق
وكنت أرقب كأس الودق
إنسكب في أوشال الغروب
وتعصر الخمرة جنية صفراء
في حقول زرقة الأعناب
في أغصان هزتها الريح
من البنفس , من الأوراق
ومضت الأشباح تغادر الأحراش
كانت كالعصافير الخرس
في صفرة عينيها لون الشمس
في توابيت تحملها أجنحة الحمام
يحتضر الشفق وحنوط الراحلين
والقمر يعصر أثداء النجوم لطفلة
أسقطتها أرجوحة الذكريات
كنّا قد قتلنا الماضي
وكفنا الذكرى والأشواق
بغيمة في كف السماء
وأذاب المغرب ألوانه
فوق الهدايا الوسنانه
لم يتبقى درب بدمع لم
تسقط فية قطرة
تلاقينا في مفترق الطريق
,نهاية الطريق
تعرف دروب عيني
وأعرف وحمة صدرها
أحسسنا البهجة والتحنان
حتى في فمنا ,في الأقدام
أحسست بشيئ غريب يصرخ في الدم ,
في الأعين , في الأطراف
كالفرح , كالأرواح
حتى ترابيات المزارع الخربه
تلك الأشجار المكتئبه
تبسمت صنوبرة الصباح
يغمزلها ضوء القمر المشتاق
فرحت بها أزهار حيرى
لا فيها أغوار تسكن فيها
الأدغال , ولا أشباح في الأحراش
لايوجد سوى بنت
القمر توشوش للقدر
ووقفنا في عينها نبحر
في الزورق والليل والموج
ونغزل من الأنجم والثريا
والأبراج لنا أطواق