لسْتُ أروي حكايةَ الطيفِ ..لكن
هِي نفْسِي أبثُّكُمْ فحْواهَا
لغةُ الحُزن أسمَعتْها نشيجَاً
وجناحا طيرِ الأسَى دثَّراها
الشَّظايَا بقيَّةٌ مِن أمَانٍ
غضَبُ الدّهْرِ فِي الحياةِ براها
في الحنَايَا ضريمةٌ مِن غُمُومٍ
وهُمُومٍ .. أبْدِي لكُم أخضَراها
كمْ وجُوهٍ يشقُّهَا الحُزْن لكن
إنْ تبدَّت يحلو لنا ناظراهَا
ليسَ لِي أنْ أغلفَ النفْسَ كي لا
تفهَمُونِي .. هذا لعمري عماهَا
ما تُفيدُ الحُرُوف حينَ تُغطَّى
بغَمامٍ أغفَى الغمُوضُ رؤاهَا
إنْ غمضَ الجُفُون .. يُسْدِلُ ستْراً
عَن جمالِ العيون فِي مجراها
* *
قيمةُ الشِّعْرِ حينَ يُبْعَثُ حيَّاً
فيهزُّ الأرواحَ ممَّا اعتراهَا
فيهِ يغدُو السَّرابُ ماءً .. وصلْبَ الــ
ــعودِ ناياً .. وغضْبَةَ الروحِ آهَ
يصْبِحُ السَّهْلُ فِي فيافيهِ صعْبَاً
وصِعَابُ القِلالِ يُجْنَى ذُرَاهَا
غيرَ أنِّي في دفتيهِ كتابٌ
صفحةُ الحبِّ فيه غابَ ضياهَا
وخُطَى الحِبْرِ .. أيُّ حِبْرٍ تَخطَّى !
ضَاعَ حرْفِي فِي حُبِّ ليلَى وتَاهَا
بيننا مأزِقٌ من الخطْوِ .. هلْ لِي
أتغَنَّى ؟ ومُقْلَتِي لا تراهَا !
ليتَنِي أقتفِي خُطَاهَا .. فيصْحُو
مِنْ لفيفِ العتابِ وقْعُ خُطَاهَا
إنْ نأتْ بُرْهَةً .. تلفَّتَ قَلْبِي
أتُرَانِي أغْضَبْتُهَا .. أمْ تُراهَا !
لسْتُ أدْرِي في الحالتينِ .. لأنَّا
بصْمتَا قُبْلَةٍ ... تَعطَّرَ فَاهَا
..
.....يحيى ...