يا هدهدَ الغيبَ بلقيسي "متى تأتي"
اهرقتُ بالصَّبرِ اقداحاً مِنَ الوقتِ
لمْ يبقَ في ذمَّتي غيباً أطالعُهُ
إلَّا تُجندلُهُ زنزانةُ أل (( ليتِ))
ليلاً يؤزُّ جوىً روحي تَذكُّرُها
صُبحاً تُمزِّقُني رُزنامةُ البيتِ
كمثلِ فخٍ إذا أسنانُهُ نَهَشَتْ
بساقِ ذئبٍ.. فمي مِنْ قبضةِ الصَّمتِ
تلوكني بسوادِ البختِ ألسِنَةٌ
إذا تُعوِّلُ لقيانا على البختِ
يَجنُّ جِنُّ جنوني إذا بَعَثَتْ
بصورةٍ خاصةٍ جداً على النِّتِ
ألا يُباعُ بِساطٌ أستطيعُ بهِ
مِنْ تختِها خَلْقَ إسراءٍ إلى تختي
أثيرُ فتنتِها روحٌ لمحبرتي
لو مسَّهُ ميِّتٌ يصحو مِنَ الموتِ
بياضُ جبهتِها لو سكَّةٍ غَرَفَتْ
مِنهُ.. تصيرُ حليباً رقعةُ الزِّفتِ
شعاعُ غرَّتِها لولا تَحجُّبُها
لأسقطَ اﻷفقُ قرصَ الشَّمسِ في تحتِ
حَمارُ وجنتِها يبدو تلألؤهُ
أبهى إذا خَجِلتْ مِنْ لمعةِ الزَّيتِ
عُنَّابُ شِفَّتِها عَرَّابُ عافيتي
هلَّا رُضاباً.. أنا جبسٌ مِنَ الكَبتِ
خَضارُ ضحكتِها مرعىً لعاطفتي
لن يقبلَ اللهُ عَنْ رؤيايَ إنْ صُمتِ
ذاتَ اليمينِ يشدُّ البحرُ بوصلتي
ذاتَ الشِّمالِ اتِّجاهُ دُفَّةُ اليختِ
والاشتياقُ صراخٌ ليسَ يسكتُهُ
سوى حبيبةِ قلبي.. "عندما تأتي"
......
كمْ اشتهي جسداً يحتكُّ في جَسَدٍ
كفى محادثةً بالنَّصِّ والصَّوتِ
ﻷخرجَ الآهَ كالموَّالِ مِنْ رئتي
وتُورقُ الرُّوحُ بعدَ الصَّوحِ كالنَّبْتِ
ويبدأُ الدَّهرُ في ميلادِ جمعتِنا
ارجاعَ ما أكَلَ اﻷيَّامَ بالسُّحتِ
بهاءُ طلَّتِها صقلٌ لصعلكتي
فـ هيتَ لي طلَّةً "لله يا أنتِ"