… ..&& ثرثرةُ الطّريقِ &&… .
أيّها الطّريقُ العاثرُ الحظِّ ، ﻻ تثرثرْ كثيراً
لسانُك الطّويلُ ، جمعَ أشواكَ الصّبارِ ،وها هي تخزُ أفكاري ، حصاكَ جائعةً تلتهمُ خُطانا ، حفظَتْ وجوهَ العابرينَ ، حتى عناوينَ مراسيلَهم ، ستشي بالجميعِ لثعلبٍ معسولِ الكلامِ ، لن ينجوَ مَن سفِهَ عقلُهُ من شراكِهِ ، أنا لن أكونَ طريدتَه ُ ،الذئبُ قاتلٌ وإن نظّفَ أسنانَهُ ، للحيتهِ البيضاءِ رائحةُ عفنٍ ، ولونُ دماءِ الورودِ .
هناك في الأفقِ البعيدِ الأمنيةِ ، عند متكَأ الشّمسِ حينَ غروبِها ، صيّادٌ أعورُ الهدفِ
يصطادُ حكايا الغربانِ المهاجرةِ ، مثلَ تلٍ هرمٍ ، عفّرَ النفاقُ وجهَهَ ، يدعي حكمةَ الأنبياءِ ، شاخَ طربوشُهُ ، وبانَت عورةُ رأسِهِ
كلُّ العضاتِ مؤلمةٌ ، ﻻ رحمةَ في نابِ ، وهذا وريدي ينزُّ صديداً ، من صدأِ الأفكارِ ، والقلوبِ العفنةِ ، ليت الطريقَ غسلَ خطواتِهِ
قبلَ أن يلوّثَ ماءَهُ ، لربما وصلَ إلى اللهِ .
الأشجارُ الخاويةُ ، لها فحيحٌ كلّما داعبَ النّسيمُ الربا .
لمَ تعيبونَ عليَّ لونَ قميصي ! حبيبتي تراني بهِ الأجملَ، فالعقدُ تزيّنُهُ الألوانُ ،
والنّجومُ ﻻ يضيرُهاتبدّدُ ضيائِها على المرايا .
ﻻتلوموني…… ..
أنا عاشقُ وطنْ ، أحملُ في كفي من ثراهُ العطرِ حفنةٌ ،إن متُّ ظمآناً في حبِّهِ ، ذروها في فمي ، عندَ الإله ِترتوي روحي ،
تعالوا…… ..
نبحثْ عن ظلالِنا بينَ الزهورِ ، نرسمْ جدولاً
على ضفَتيهِ دفءُ العناقِ ،نسقِ الطّيورُ شدوَ أغانيها ، نصنعْ مركبنا بأعينِ الحبِّ ، ليرسو آمناً على الجودي ، وتنجو ضحكاتُنا من الغرقِ .
بقلمي : زكريا عليو
سوريا ــ اللاذقية
2٠١٨/٧/٢١