النص :
الرسالة ما زالت في حقيبتي
القراءة :
افتتاحية الرسالة بـ [
كتبَت إليه ]
وهنا للقارى عامل الجذب الأولى لماهية المكتوب،
يتلوها الفحوى المستقدمة بـ [
لا تخبرني ] وماتلاها كان تفصيلا حتى وصلت الكاتبة إلى :
هب أني صدقتكَ ذي بدء..
تمكن لغوي عميق المعنى، لا يستخدمه إلا الكاتب المجيد للقراءة نهما ..
ربما اعتنيت - من أجلكَ - بابتسامتي دون أن أحقن شفتي بمادة تخل باتزان كلماتي ..
اتقان مفردي بإزاحة مفردة بأخرى تذهب بالقارئ ليس بعيدا بل عميقا في ذات النسق.
ولإيضاح تلك المفردة المزاحة بمفردة أخرى على القارئ أن يتعمق بأواخر الشطر أعلاهـ.
أو أنني اعتدلت بجلوسي - أمامك - حتى لا يتقوس فكرك بعيداً فتعيدك استقامتي ...
هنا أعادت الكاتبة ذات الإزاحة أعلاهـ، بيد أن هذا الشطر حوى إزاحتين،
الأولى مفردة تامة الشكل والمعنى والأخرى للمعنى فقط،
وللإيضاح فبين [ تقوس الفكر ] و [ إعادة الاستقامة ] .
و أظن أنني - في زمن ما - أدمنت ترديد أغنيات مطربة مغمورة ... لأنها رفيقة مراهقتك ..
أعلم يقين العلم أن ليس للقارئ المحلل أن يقرأ بذائقته فيأتي بما يستهويها،
بيد أن هذا الشطر أعاد بي ذكرى تلك المطربة المغمورة الملقبة بـ [ العنود الكويتية ] وأغنيتها [ دقت الساعة ] التي تلامس هذا النص كما بان لي.
رجوتك مجدداً كلما جمعتنا الصدف المرتّبة ...
بعد هذه الرجوى توالت [ لا ] النهي بـ تسع وبالعاشرة أمرا [ كن عابرا ] وتفصيلها بعابر يلقي المجاملة.
لكنّك آليت على نفسك أن تفعلها .. أن تنجبني من قلبك ... ثم تبرأ مني بعد أن رفعتُ بنيان وحدتي بك ..
بهذا الشطر اختصرت الكاتبة جُلّ النص.
... قد أضع عليها طابعاً بريدياً ذات يوم ... مع قبلة باردة ..
مخرج باختتام وما تلك الباردة إلا شنقا للشعور وما حواهـ.
.
الكاتبة : ضوء خافت
هذا التمكن اللغوي والمفردي يدل على اتساعكِ في القراءة، واستفادتكِ العميقة منها.
كوني بخير،،
تحياتي