شقراء

[إيمان محمد ديب طهماز]

القصيدة لصغيرتي ( أسل )


شقراء.....

شقراء كيف العشق خطَّ سطوره
وعيونك الخضراء يسكنها الأصيلْ

يا مهجة الأرواح همس رحيقها
في بحرك الغيبيّ كوكبه الجميلْ

شقراء فاتنة السماء كأنها
خُلقت من الفجر المجاهر بالرحيلْ

تطفو على سحب الحجا آمالها
وعلى القرنفل مَشرقُ الخدُّ الأسيلْ

والشمس تحبو في مفارق شعرها
وعيونها الحوراء غابات النخيلْ

قمرية الوجه السماويّ الذي
سجد الضياء على محياه الجليلْ

وجه تربع في السماء جماله
كالبدر يلتحف السحاب و يستميلْ

شقراء يا شقراء هذا الدهر هل
مرت على الأيام أحلام الغليلْ

مولودةٌ من صفوة الأحلام لا
بل من خيالات الخلود المستحيلْ

من كفِّك ِ العاصي جرى عسلاً وفي
عينيك ِ للشهبا مرايا من خميلْ

أنا ماهجرت وقد رحلت صغيرتي
لكنّها الأيام أكثرها القليلْ

تمضي كأن الدهر فيها صفحةً
والدهر يطوينا و ينشرنا الجليل

شقراءُ لا الأيام تسرقني ولا
حينا يشاغلني القرنفل والأصيل

فإذا ابتعدت عن السنابل طفلتي
و انشق صدر الليل بالصدأ الطويلْ

روحي و إيّاكِ فكل توضؤ
للفجر محراب الفراشات الظليلْ

كوني على الصهوات سابحة الفلا * * *
والنور خيل جمال روحك والهديلْ

فعلى انبعاث الشوق تورق فلتي
وأعود مثل الفجر يافجري الكحيلْ
*