كل في طريق - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
حرف عقيم (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 18 - )           »          و شَعْرِي جَنّ ... (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 11 - )           »          حوار على حافة الضوء... بين ظلّين يعرفان بعضهما! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          حين تلمس السماء القلب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 2920 - )           »          الانجذاب الأخير "هجين من القصة والشعر والخاطرة" (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 3 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 897 - )           »          خواطر قصيرة جدا .ابتديني بمسك الختام (كلمة) .. (الكاتـب : نادية المرزوقي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 469 - )           »          برقِيّات [على/نِيّة]~ (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 14 - )           »          حَدِيثُ الصُّوَر: (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 429 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-2017, 05:25 PM   #1
حسام الدين ريشو
( كاتب )

افتراضي كل في طريق


كل في طريق
======
حسام الدين ريشو
=========
دارت به الدنيا ؛ واختلطت عليه الأمور ؛ وأحس كأن كابوسا يجثم على صدره ويكاد يزهق روحه . واختلطت المرئيات أمامه .
لم يصدق ماسمعه عن أعز انسانة لديه .. " أميمة " . حبيبة القلب التي عاش يتنفس حبها ويراه ويتزود منه . " أميمة " هل من المعقول أن يكون هذا الذي سمعه صحيحا ؟ . " أميمة " الرقيقة هل يمكن أن تكون هكذا ؛ تلك التي كتبت له خلف صورتها :
" اليك بقلبي مع صورتي.. قلبي إلى الأبد"
هكذا كتبتْ له هذه الكلمات التي كانت تروقه وتعجبه؛ صارت الآن خنجرا يلهب ظهره ويأكل صدره ؛ سأل نفسه :
- أهذه أول مرة تكتب فيها هذه الكلمات ؟ مستحيل ... مادامت هناك قصة أخرى كتبتها مرة قبل ذلك . هذه الكلمات ليست له ؛ هذا الشعر الفاحم مسه انسان غيره .. كلماتها الحلوة طرقت أذنين غير أذنيه .
لم يتحمل مثل هذه الخواطر التى أثقلت رأسه ؛ فأخذته غفوة فنام . ولكنه رآها في نومه كما كان يراها دائما بخياله في قميصها السماوي الرقيق هائمة تطير بجناحين من نور كملاك .
كان يراها دائما هكذا ؛ وأفاق من نومه ليصحو من أحلامه .
بعض اللحظات تمر عليه فلا يصدق ماسمعه ؛ وينكره .
حدث أن دخل البيت فقالت له شقيقته " رحاب ":
أميمة كانت هنا وانتظرتك ؛ كانت تريد كتابا .
قالت أمه ببساطة وهي منهمكة في عمل لها :
احذرها ؛ إنها ذات ماض مؤلم ؛ كانت لها علاقة برجل ؛ والجيران كلهم يعرفون ذلك
استنكرت رحاب القول وقالت :
الناس كذابون إنها انسانة شريفة وطيبة
تذكر أنه قال لها يوما :
- الماضي ملك لصاحبه ؛ لايهمني سوى أن تكونى لي من الآن ؛ فأجابته : لاشيء هناك .
تعجل الليل أن ينتهي ليلتقي بها ويسألها عما سمعه ؛ وعندما التقيا هالها حاله ؛ فسألته متلهفة :
- ماذا بك ؟
صاح فيها : أرجوك كفى خداعا ؛ أنت لا تعرفين الحب .
تزلزل كيانها واختفت نضارة وجهها ؛ وفغرت فاها؛ وقالت :
ماذا جرى لك ؟ أَبِكَ سوء ؟
أجاب في صدمة تمزق مشاعره قبل أن تصل أليها :
كنت مريضا وشفيت أمس .. أمس فقط يا أميمة ؛ لقد عرفت كل شيء عن علاقتك بمن سبقني .
صاحت تدافع عن نفسها وحبها :
-لم أعرف أحدا قبلك أنت أول انسان في حياتي وآخر انسان .
صاح : لا لن أكون الأخير ؛ هناك مغفلون كثيرون
كانت أوصالها ترتجف ؛ لم تستطع أن تتمالك نفسها أذهلتها المفاجأة ؛ مفاجأة لم تكن تتوقعها أبدا . إنها تدرك يقينا أنها كانت على علاقة بآخرين ؛ نشأت مدللة فعاشت مستهترة ؛ الفتاة الوحيدة بين ذكور عدة ؛ وكان مجرد اعجابها بشيء يدفع أباها لأن يشتريه لها ؛ فساتين كثيرة وأحذية وحقائب يد متنوعة وهكذا كان شأنها مع الشباب وطاردتها الشائعات ؛ ولم تعبأ ؛ فلم تكن تحب أحدا حتى التقته ؛ انسان جديد مختلف عن الآخرين ؛ رقيق متزن ؛ زاملت شقيقته في الكلية ورأت مجموعة كتبه فطلبت كتابا تقرأه ؛ كانت متأكده من أنه لن يرفض لها طلبا .
لكنها فوجئت به يقول :
آنسة أميمة ؛أنا آسف .. لا أعير كتبي لأحد حرصا عليها إنها بناتي ؛ لكنى على استعداد لشراء نسخة لك من الكتاب .
احمرت وجنتاها وهي تسمع ذلك ؛ ولكنها ابتسمت .
اكتشفت انها تحبه حبا يختلف عن مشاعر حبها لأشيائها ؛ أحاسيس جديدة ومشاعر أخرى تتفجر داخلها ؛ اشراق رائع في قلبها.
اشترت الكتاب وقرأته ثم زارتهم والتقته وناقشته ؛ وبدا قلبه يتفتح لها فدخلته وسكنت به .
وفي غمرة حبها تذكرت ماضيها ؛ خافت أن يحطم سعادتها .
كانت تخشى أن تقول له الحقيقة فيهرب منها . إذا كان لايرضى بالكتاب أن تتبادله أكثر من يد فكيف يرضى بها ؟
فأخفت عنه وأخلصت له ولكنه علم وانتهى الأمر .
أفاقت من شرودها على صوته :
لماذا تسكتين ؟ ألا تجدين شيئا تقولينه ؟
قالها وهو يجاهد نفسه وقام منصرفا ؛ فانصرفت هي الأخرى باكية تلعن نفسها وحياتها بعد ان أصبحا .. كلا في طريق .

 

حسام الدين ريشو غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على طريق الإبداع ( نصائح إبداعية ) حسام الدين ريشو أبعاد المقال 9 08-23-2016 11:17 PM
طريق أعمى.. أنور السيفي أبعاد النثر الأدبي 10 03-07-2015 11:42 AM
بدر بن عبدالمحسن.. خرق «نظام اللغة» عن طريق «الانزياح» إبراهيم الشتوي أبعاد النقد 7 04-22-2013 09:45 AM
إنسانةُ مجهولة (حب عن طريق الماسنجر ) مجاهد السهلي أبعاد الشعر الفصيح 3 08-25-2012 09:15 AM
على طريق التيه ..! وردة نجد أبعاد النثر الأدبي 8 02-02-2012 12:53 PM


الساعة الآن 06:24 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.