التقينا مرة مع مجموعة من زملاء المهنة كنا قبل ذلك زملاء في الجامعة ، غالبا وبعد أن يدور الحديث عن الأحوال ومافعلته الحياة بكل واحد ، يبدأ الحديث عن مفارقات مهنة التعليم من إيجابيات وسلبيات ، ومن معاناة مع الطلاب في التعلم والتعامل ، وعلاقاتهم مع زملائهم المعلمين وإدارات مدارسهم ، وكان من عجيب ماسمعت ولم يدر في خلدي ذلك يوما أن أحدهم يروي بأن في مدرستهم من جعل الطلاب عيونا على المعلمين فينقلون عنهم مايحصل من تعامل بين الطلاب والمعلمين ، ومدى تعامل المعلم بجدية مع المادة أم باستهتار ؟ وهل يشرح المعلم أم يجلس ؟ وهل يصحح المعلم أم يترك ؟ وهل يختبر الطلاب أم لا ؟
وكنت أحلّفه كلما أخبر عن جزئية ، وأردف ذلك : هل تَصدقني القول أم تبالغ بسبب علاقة غير جيدة مع إدارتكم ، فكان يقسم أيمانا مغلظة على صحة مايقول مندهشا من استغرابي لذلك ، فقلت له : كيف لا أستغرب والطلاب أبناؤنا فبدلا من يتم سؤال الطلاب فلم لايسألون المعلم رأسا ويطلبون منه نماذج لما يقوم به !؟ لماذا يجعلون الطالب شرطيا وقاضيا على المعلم ، هذه إهانة متعمدة وأسلوب لايليق ، فأردف : ماتقوله صحيح ولكنها فتنة السلطة ، التي تجعل البعض يزرع العيون بافتراض سوء النية وعدم الاخلاص من الجميع ، إلا للمقربين المطبلين .
قلت له : إذن يد لاتسرق لاتخاف القطع ، توكل ع الله وليكن عملك حاضرا ، ولاتغب قدر استطاعتك ، ولاتقدم لمن يريد عاكر الماء ليصطاد فيه فرصة ، ونفذ مايتوجب عليك ، ولن يستطيع كائنا ما كانت نيته وسريرته أن يكيد لك فطريقك مقفل ، على الرغم من الأخطاء الطوام التي قلتها .
الحقيقة هذه حكاية من حكايات مأساوية استمعت لها وحزنت منها ، وإن كان ذلك المجلس جلب لنا الغم بمجموعة من الحكايات عن بيئة التعليم التي يجعلها البعض كربة ضاغطة ، ثم يطلبون نتيجة معاكسة .
اللهم احفظنا بحفظك ، وتولنا برعايتك ، وبعد عنا كل شر وشرير ، وقرب إلينا من يتقيك ويحذر حسابك .