...
هل يعرف بنو جلدتي أن أغلب ما نكره من أحداث وأمور هي خيرة من الباري
عز وجل وأنه سرعان ما تتوضح لهم فوائد التغير الذي كانوا مكرهين عليه
و غير موافقين على القيام به ,,
هل يوقنون أن ما قد أختاره الله لنا هو الأحسن ولو قمنا بما نريد نحن القيام
به لكانت العواقب وخيمة ً أكثر و ضررها أشد وطأة بعض الأحيان ,,
هل طرأ على تفكيرهم أنه دائــــــماً وأبـــداً لن يضعنا الرحمن أمام معضلة
مهما كبر حجمها إلا ونكون على قدرها أن لم نكن أكبر ,, فليس هناك من
يعرف النفوس وخباياها ومقدرتها خيرٌ من خالقها !
هل مر بخلدهم أن التشبث بخيوط التمني لأمر ٍ ما بشكل يفوق الحد والمعقول
ليَرتد ُ سلباً على نفسيتهم وتفاءلهم و أحلامهم ,, فأحياناً التمسك بأمر معين
لطويل الوقت قد يقلل من قيمة الحدث حين يحدث !
يجب أن نعرف هنا أن حكمة الخالق تتجلى بأوضح صورها كون الإنسان
مُخير ليس مسيراً له الحق بالقيام بما يراه صحيح أو مناسب أو حتى ما
يرغب من أمور بفعيلة يديه يثاب عليها أو يحاسب بسببها تبعاً لما أختار القيام به ,,
هذا بالإضافة لما يمر به من معضلات ومنغصات نتيجة أحتكاكه بمن
حوله أختياره كانوا أو فرضوا عليه ,, تتجلى شخصية كلاً منا ها هنا
حين يختار الجميع كيفة التعامل مع هذه المشاكل وأصحابها !
أما فيما خص بعض الإختبارات التي يمتحن فيها الرحمن إيماننا
وصبرنا فهي نوع ٌ من التفضيل والمحاباة لو كنا نعرف ونعي ,,
فالله لا يبتلي إلا من يحب من عباده ليطهره من ذنوبه ويزيد من حسناته ,,
والأكيد هنا أن ما نمر به من إختبارات نحنُ حملها وهي الأفضل
لنا في نفس الوقت فليس كل ما نريد هو الأفضل لنا حتى وإن كان
مشروعاً لا غبار عليه ولا عيب فيه ,,
وليس كل وأد لحلم له نهاية حزينة فبين لفتة عين وإنتباهتا يغير
الله من حال ٍ إلى حال ففي بعض الأحيان نتصور إحدى المشاكل
معضلة ً لا حل لها إلا المستحيل نفسه و نرقد على رأينا هذا
للموضوع لنكتشف لاحقاً سهولة الحل ووصوله لغاية عندنا
( لحلقنا ) كما يقال بتصريف ٍ ولا أحلى من الله !!
صدقوني بعض ما لا نرغب من أمورنا تكــــــــــون خيــــــــرة
ألف تحية لمن مر بكل هذا وأكثر ,,,
صبروا وأحتسبوا وقالوا لعلها خيرة !