[..رَحَـلْ لْ لْ لْ لْ..]

[معجب الشمري]

!
تكدّس الحُزن به حتى تداولوا بأفواههم صفعة وجه الحُب بكف ألم الحسرة..
رَحلْ
رَحَلْ
رَحَلْ
وموؤد الصُبر الذي بشرّوه بجنّة من عشق..
اطفأ ضوء الحياة ومضى من على الرصيف..
ها قد تركت لكم جسدي ساقط بلا حُراك..
افعلوا به ماشئتم، اخبروها أن رجُل الحُزن رَحَلْ..
ولم يبقى منه الا جسد هشّ، هل لازلتِ تودين فعلها..؟
كنتِ تقولين: سأموت قبلك، وان مُتَّ انتْ، سأحنّط جسدك على سريري حتى أموت..
بعد ان اترك لهم رسالة بين ارفّة الكُتب: لاتأخذوا جسدي منه..
دعوه ينتهك حُرمة البُكاء في السماء، على فراش سحابة تٌسقط عليكم المطر..
دعوه يغتصب الحُزن حتى وإن صَرَخْتُ في وجهه برب محمّد ياأنت، كفااااك..
دعوه يهتك عرض الامنيات، فـ لعلّه يطلب قُبلة من شفتيّها الشرقيّة..
لأنهال عليه بـ قُبل كانت له دمع ينزف الدم من على الارض قبل الرحيل..
وتصرخ روحه المعلّقة بالسماء:[..بعد ماذا..؟ بعد أن اصبحت نسيان مؤتفك..؟]
حتى تعود السماء لـ تبكي، واطفال الشرق يضحكون..!
بعد أن رَحَلْ، قدّوا قميص الألم وهُم يصرخون بأعلى اصواتهم، فقط عُد واصنع ماتشاء..
بعد أن رَحَلْ، استباحوا عذرية الأعين لأن يخنقوا الدمع بـ صبراً..
بعد أن رَحَلْ، بكوا حتى امتلئت اسوار الحُزن ببقايا اشلاء من جسد كان..
رَحَلْ، وتركها تبحث بين ارصفة الشوارع عن بقايا عطر منه..
رَحَلْ، بعد ان نذر أن لايخونها الا مع جسدها..
رَحَلْ، واُطفِئت حياة المدائن من بعدِه،
الاغصان نذرت ان لاتخون اليباس..
الشمس استمالت للكسوف..
(الرياض) امتهنت عناق غبار يخنق رؤيتهم، كي لايرونها وهي تحاول الانتحار بعد رحيله..
رَحَلْ، بعد ان كانت تخبره بأن قطعة الكعك التي صنعتها من اجله..
تركتها بجانب رداء كان يدثره عن برد السنين..
رَحَلْ، قبل أن يُخبرها بأنه صنع من رواية حُزنه 1000 صفحة..
في كل واحدة 1000 كلمة، اقتبست من فتنة نحرها خُطى العيش..!
رَحَلْ بعد ان كان يُخبرها في الليلة الماضية:
[..ما شوّه لون القمر سوى الشمس..]
فاقت من منامها وهي تبكي صُراخاً:
كيف ترحل..؟ كيف ترحل..؟ كيف ترحل..؟
ارتجفت حتى احاطوا بها والدها واخوانها الثلاثة..
اتكئت والدتها على حافة السرير وهي تحتضنها..
كانت تُهدئها وهي تقول: لابأس..
حتى انهمرت معها في ثورة البُكاء..
وامتلئت وجوههم بالدمع جميعاً..!
،