في الوَقت الذي سَأكُونُ فيهِ مُرتبَة
تَتدرّبُ عَلى وَخزِ نفْسهَا
بِحَالاتٍ هَاربة منَ المَرَض
عنْدَ إشَارَة المُروُر الزّرْقاء
نَكتفي بتجَاذُبِ أطرَاف الرّقص إلى قُلُوبنَا
وَلكْزِ خَوَاصِرِنَا بالحُلُم
في مَسَاءات الغيَاب
حِينَ نَكْذبُ عَلى أنْفسنَا.. ونُمرّرُ كِذبة تِلْوَ كِذبة
على حَبلِ الغَسيلِ المَقطُوع
تتلبّدُ أصَابِعُ المَطَرِ
بالغُيُوم
فتَنْزلقُ أقدَامُنا على السُّلم المُوسيقي
دو ري مي فا صول لا سي دو
وفي الاتّجَاه المُعَاكس
دو سي لا صول فا مي ري دو
اصطدام
آخ
مؤلِمٌ هَذا الوَرَم
وهُوَ يَتفتّحُ حَاملاً في حَقيبَتهِ
ذَاكرَة تَلْفظُ أنفاسهَا الأولَى
يُغنّون في قَوائمَ فَرْديّة
تُوثِقُ نفسَها برَحِمِ المَاء
نُشوءٌ يُصَادِفُ
انْحِنَاء الأغْنيَة
والرّوحُ تتشكّلُ وَطَناً
ذائباً في مَماشٍ اكْتستْ بحنّاء العَرُوس
أيّتها الفَوْضى
بقايَاكِ في أرْوقَة الجَمَاجمِ المُعلّقة عَلى رَصيفٍ قَديم
حَيْثُ غُبَارُ ارْتشافي للهَواء
أمْعَن النّظرَ في ذَوَبانِ الصّمْت
وَزّعَ قُشورَ السّر
على فَنَاجينِ القهْوَة المُستعجلَة في انْتحَارهَا المُؤجل
سأكُونُ جَافّة
حينَ تَغتسلُ الأرْضُ بالمَطَر
أعْقِدُ المَشيئة بكَفّ السّمَاء
والغَيْمَاتُ تُصلي وتتلُو التسَابيح
وبيْنهُما يَنجَلي الضّبَاب
مفتُوناً بمَعْزوفاتٍ نَائمَة
يُضْرِمُ النّارَ فيهَا فَمُ الضّوْء
ويَرْقصُ ثَملاً
ثملاً
ثااااااامِلَنْ
فَقيراً يَتسوّلُ في شَارعٍ مَقلُوبٍ يَعُجّ بالظلام
....
فَوْضى
والبحْرُ قطْعَة حَلوى كَبيرَة
تَكْفي لإرْضَاعِ غُبَارِ القيَامَة
فَوْضى
وكُلّما نَفضُوا طَلاسمَ الوَهْم
امتدّت مَساماتُ الانْتظارِ
تَلْعَقُ نَاصيَة الهَوَسٍ
هَوَسُ الذّوَبانِ في قَلَم
فَوْضى
صَدّقوها فهيَ لا تَعرفُ الكَذبَ
لمْ تتسوّل يوماً عَلى بابِ جَنْة
لمْ تُفتَن بثرْثراتكَ الصّيفية .. ولا أنفاسِ وريدِكَ المُتجمّدة
فوْضى
عَلّقت غيَابها عَلى حَافّة خُلخَالٍ
ودَلقت [ دَمَهُ ودَمعَتينِ ] في طَريقها
ومَضت !
17/11/2008م