بإختياري !! قصة قصيرة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 14 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75214 - )           »          كلمات الى نفسي (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 12 - )           »          قرار إداري (الكاتـب : سعد سيف - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 1 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 11 - )           »          "كتيّب العشّاق" (الكاتـب : إبراهيم ياسين - مشاركات : 120 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 87 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : محمد المغضي - مشاركات : 5 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 524 - )           »          قشـرة المعدن (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-2008, 05:20 AM   #1
ابراهيم سلطان
( كاتب )

الصورة الرمزية ابراهيم سلطان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

ابراهيم سلطان غير متواجد حاليا

افتراضي بإختياري !! قصة قصيرة


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

.
/
.
بإختياري..!

تأليف: إبراهيم سلطان

.
/
.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

"مسكين هذا العصفور يا أبي إنه يعيش يومه وحيداً و حزيناً في هذا القفص." أسمع هذه الكلمات دائماً ، و أنا كلي شوق لمغادرة هذا القفص و التعرف على العالم الخارجي ، منذ أن ولدت و أنا لا أرى سوى هذه القضبان و هذا الرجل الذي يخرج أحدنا عندما يطلبه الآخرون من جنسه ، و أرى بقية العصافير الحزينة مثلي.
ليتني أعرف مايوجد بالخارج ، أمنية الخروج من القفص هي أمنيتي الوحيدة منذ ولادتي ، و في أحد الأيام اشترتني فتاة صغيرة كانت معجبة بألواني الزاهية و بتغريدي الذي لا أملك غيره للتسلية ، أخرجني الرجل الأسمر- الذي يخرج أحدنا دائماً- من قفصي ووضعني في قفص ذهبي كبير و جميل ، ولكن لا جديد فيه: قضبان ، طعام و ماء كقفصي القديم ، ثم قدمني إلى رجل كبير كان برفقة الفتاة المعجبة بي ، أخذني الرجل الكبير إلى الخارج .. أجل الخارج لأول مرة .. يااه ما أجمل هذا العالم ، ما أجمل هذه الحياة ، ما أجمل السماء التي أراها للمرة الأولى، ما أجمل هذه الأشجار التي لم أراها من قبل إلا بتلفاز المحل، أريد الإنطلاق و استكشاف العالم و لكن مهلاً..! هذا القفص الكبير بدل الصغير وهذه الفتاة البضاء الصغيرة بدل الرجل الأسمر الكبير، أف دائماً هناك مايحيل بيني وبين هذا العالم ، يبدو أن ما أمنية الخروج ستظل أمنية مستحيلة سأظل أتمناها إلى أن أموت في هذا القفص.
وصلنا إلى مكان عيش الفتاة و هو أكبر بكثير من المكان الذي أعيش فيه برفقة الرجل الأسمر ، مسكت الفتاة القفص بفرح و أخذتني جارية إلى غرفتها وضعتني و هي مبتسمة بجانب النافذة ، ثم تحدثت إلي بكل براءة قائلة: أهلاً بك ياعزيزي ، أنا مسرورة لأننا سنصبح صديقين ، لكن ياترى ما أسمك .. ما أسمك؟ أضحكتني الفتاة بسؤالها و ببرائتها الشديدة فأخرجت تغريدي المعتاد: صوصوصو ، ابتسمت الفتاة و ارتسمت علامات الرضا على وجهها الملائكي الصغير و قالت : أجل .. سأسميك صوصو ، أعجبني إختيارك كثيراً ، و من الآن و صاعد يا صوصو ستعيش معي في غرفتي و سأخبرك عما يحدث لي كل يوم و ستكون من أعز أصدقائي بالتأكيد ، و بينما الفتاة منهمكة بالثرثرة البريئة معي صرخت عليها والدتها طالبةً منها الإستعداد للخروج من المنزل.
خرجت الفتاة من الغرفة و تركتني في قفصي وحيداً لا أملك ما أتسلى به و الحمدلله أن الفتاة وضعتني بجانب نافذتها المفتوحة لأستنشق قليلاً من هواء العالم الخارجي الذي طالما حلمت بإستنشاقه ، جلست أتأمل منظر الحديقة و المنازل من النافذة ، أمنية الخروج أصبحت تراودني أكثر و أكثر و جلوسي في القفص أصبح لا يطاق ، و فجأة مر من أمامي عصفور صغير يحمل مثل ألواني الزاهية ، غردت منادياً له ، فوقف على طرف النافذة المفتوحة ، طلبت منه المساعدة في إخراجي من القفص، فابتسم لي مؤكداً إنها دقائق و سيعود بالمساعدة ، و لم ألبث إلا و هو قادم برفقة طائر الببغاء الذي اشتهر بمهارته في فتح القفص، ففتح لي القفص بكل سهولة.
يا إلهي .. أكاد لا أصدق عيني لأول مرة أرى الحياة لا قضبان و لأول مرة أستطيع الطيران بلا سلاسل تقيدني ، شكرت الببغاء و العصفور و حلقت بالسماء لأول مرة ، نعم حلقت بسماء العالم الخارجي و استمتعت بالهواء العليل و بمنظر الحدائق و البيوت ، حلقت لساعات و أنا لا أصدق إني إنطلقت للخارج أخيراً ، حل المسـاء ، و شعرت بالجوع و العطش الشديد ، ولكن أين الحبوب و أين الماء ؟ فهما في العالم الخارجي لا يقدمان لي و من الواجب علي أن أبحث عنهما ، شدة التعب التي أشعر بها من كثرة الطيران أنستني الجوع و العطش و شعرت برغبة شديدة في النوم ، و لكن لا مكان أنام فيه .. بحثت طويلاً فلم أجد سوى جذع السدرة الكبيرة لأحتمي به من البرد و لكي أنام بامان ، مت و أنا خائف في ذلك اليوم ، لأن هناك أصوات لم تجعلني أنم مرتاح البال و في هدوء كهدوء القفص ، استيقظت صباحاً فذهبت أبحث عن الطعام و الماء ، الطعام بحثت عنه طويلاً فلم أجد سوى دودة صغيرة تسد جوعي ، و أما الماء فلقد شربت ماء المجاري الملوث ، بالحقيقة إشتقت للحبوب الشهية و للماء العذب ، و بينما أنا أحلق قريياً من أحد البيوت هجم علي حيوان ضخم ذو عيون خضراء و شعر أبيض كثيف ، كان يصرخ و بشدة : مااااو مياااو أريد أن أكلك أيها العصفور السمين ، الحمدلله إستطعت الهرب و التحليق بعيداً عنه ، في القفص لم يكن هناك مايهجم علي و يرعبني كما يحصل بي بـ " العالم الخارجي الجميل" الذي طالما تمنيت العيش فيه و التحليق بسمائه ، ولكن من المستحيل أن أعود للقفص ، فأنا لم أستكشف كل مكان ، ربما يوجد مكان أعيش فيه بأمان و أحصل على الماء و الطعام فيه بدون تعب ، حلقت لأيام و أنا أبحث عن مكان مريح ، و لكني عانيت طوال هذه الأيام ، فتارة الأولاد يرشقوني بالحجارة ، وتارة يريدون اصطيادي و هذا فضلاً عن معاناة البحث عن الماء و الطعام و معاناة الأماكن التي أنام بها ، بعد معاناة طويلة و تحليق لأيام ، وصلت لإحدى الدول العربية المجاورة لدولتي التي كنت أعيش فيها ، ظننت إنها ستكون ملاذاً لي و لكني صعقت لما رأيت فيها ، فلقد رأيت الناس يشهدون أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله لكنهم يفعلون مايغضب الله و يغضب رسوله، يفعلون مايغضب الباريء المصور الذي عرفته بفطرتي ، لم أجلس بهذه الدولة بعد ما رأيته ، خفت أن ينزل الله بهم العذاب و يزلزل مدينتهم ، و أنا لا أزال عصفوراً صغيراً أريد الإستمتاع و استكشاف " العالم الخارجي الجميل " ، وبعد معاناة أطول و أصعب وصلت لإحدى الدول العربية و لكني لم أستطع الجلوس بها من هول ما رأيت ، رأيت قوماً يقال لهم بني إسرائيل ، يريدون إغتصاب أرض ليست لهم ، هوايتهم هي قتل الأبرياء و المساكين و تدمير البيوت و قلع أشجار الزيتون الجميلة ، متناسين العدالة الموجودة بالسماء و متناسين إن الله لن يضيع حق هؤلاء الأبرياء ، تركت هذه البلاد و أنا كلي يقة بأن الله لن يضيع أرض الزيتون ، و أنها لابد ستعود للمسلمين قبل قيام الساعة ، تركت أرض الزيتون و بعد معاناة كادت تودي بحياتي وصلت إلى مدينة اسمها " بغـداد" ، بغداد كانت مدينة جميلة تحمل أجمل نهرين بالعالم و تحتضن أرقى الحضارات التي مرت بالعالم على مر العصور ، و لكن أهلها يتنازعون و يتحاربون و أنا لا أعرف السبب و لكن هناك قوماً من البيض يرتدون ملابس بنيـة ، يشاهدون مايحصل وهم يضحكون ويقولون : كم هم مجانين هؤلاء العرب ، يتحاربون من أجل مذاهبهم ، لقد تعددت مذاهبنا نحن المسيحين و لم نفعل مثلهم.. يالغبائهم ..!
رأيت كل هذا و علامات الإستفهام كانت تدور برأسي ، تركت هذه البلاد لم أعرف إلى أين أذهب فهذا " العالم الجميل" مليء بالقتل و الدماء و المعاناة ، سأعدود لإلى قفصي فهو أرحم بكثير مما أراه ..
أنا الآن أعيش حياة جميلة داخل قفصي ، بعيدة عن الخوف و الظلم و الدماء ، بإختياري خرجت و بإختياري عدت ..! و لا أعتقد إني سأفكر مرة أخرى بالخروج ، العالم الخارجي جميل من زجاج المحل و من نافذة غرفة الفتاة ، ولكن صدقت الفتاة الصغيرة عندما قالت : المظاهر خـداعة !!


.
/
.
مودتــــــي

ابراهيم سلطان : )

 

ابراهيم سلطان غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصص قصيرة جدا فاطمه الغامدي أبعاد النثر الأدبي 26 07-16-2018 06:21 PM
لأبعاد فقط ... قصص شعرية قصيرة عبدالعزيز الودعاني أبعاد الشعر الشعبي 29 07-23-2009 10:57 PM
رسائل قصيرة ..! محمود هرموش أبعاد الهدوء 14 07-12-2008 01:46 PM
فى دمى أشواق تعوى أسكتيها قصائد قصيرة عزت الطيري أبعاد الإبداع 7 05-15-2008 02:20 PM
!! بلبل لا يغرد [ قصة قصيرة ] !! الوجه الأليم أبعاد النثر الأدبي 4 09-29-2007 05:13 AM


الساعة الآن 11:03 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.