.
.
لا يُمكن لقلبينا إلاّ التلويح من وراءِ حجاب، تفصلُ بيننا الشمس وأصابعٌ صغيرة تشبهنا،
و تربكنا تلك الأعين المتلصّصة على بقايا العطر في أيدينا، باحثةً فيه عن ما يُشبع نهمَ أفواهها،
والأعين الأخرى الباحثةُ عن ما يُدين عُمرنا الذي أردناه.
.
رأيتكِ في منامي قبل أيام، كانتَ قيلولةً متأخرةً تمنّينا أن تطول عندما قطعها المُنبّه وصيحات الصغار،
كان استثناءً فمنذ زمنٍ لم أحلم كما يجب، يرهقني النوم، و لا أكاد أُسيغه، صرت سريع العطب،
وممتلئ باليأس كلما تأخرتِ وتقدم بنا العُمرُ في عالمٍ موازٍ لم ندخله برغبتِنا، تجاوزَ أُلفتنا حتى أحببناه، ولم يعد
بوسعنا الخروج منه ولا الاستغناء عنه.
.
أرهقنا المنتصفُ الذي نقفُ فيهِ منذُ طفولةِ صوتينا، وَلسانُ المسافةِ يتلذَّذُ ببحةِ غربتنا
حين لفظتنا البلاد والأمنيات، لتلتقطنا بتثاقلٍ روزنامة المنافي، وبطاقات الأعياد،
وصناديق البريد المهجورة،
حتى جفّت نداءاتنا.
.
وبينما تنتمين إلى إعوجاجِ ضلعي، انتمي إلى قلبكِ وصوتكِ حين
اطمئنانٍ وبسملة، وينمو على صدري ماتيسّّر من العشب
و الأغنيات.
.
.