إلى من يهمه نبضي

[إيمان محمد ديب طهماز]

لا أذكر تاريخ القلم

لكنني أذكر تاريخ ما قبل الالم

أغمس بحبر الياسمين ريشة اللحن

وأعزف على أوتار الوجود لحن الأزل

فيرقص الكون ايلاما على شرفات الأبدية

ويصفق الفناء

ألتحف هسيس الصمت وأتدثر ببردة اليقين

وأترك أجنحة الخيال تحلق بي في فضاء يحده من جهاته الألف أفق اللانهاية

فأجدني على حافة الوجود أتغنى بألحان الفلك

لا أرسم خطاي

لكنني أتنقل بين الموت والحياة

خيال روح في فم المجهول

وفكرة شاردة بين الوجود والعدم

تتخطفها رياح الواقع

وتجتذبها نوازع الغيب

وتحترق أخيرا في ثورة الذات

لتشرق في سراج الحكمة كلمة نفخ بها الوحي روحه

فتمثلت للمعنى بشرا سويا

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

لما استفاق الوهم أيقظني به
جرح تسرطن في دمي ودماكَ

يا أيها الظل السراب خدعتني
فمشيت أتبع للسراب خطاكَ

عبثا تراودني الرؤى ويصيح بي
قلبي ، فلا يصغي دمي لسواكََ

حتى ما يا طيف الجمال مخادعي
أفما رويت من الدموع لماكَ

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

يا أنت :

اغمس بتنهيدة الروح ريشة الأمس

واكتب على جريد من زبد الدمع ذكريات بلا ضمير

ضع يدي قلبك على أذني ضميرك

واصرخ بلا صدى في ثورة الوجدان

ضع يدك على فم أيامي قبل أن تصرخ بحنجرة الاستغاثة

وتخبر الكون ..

قبل أن تطلق صفارة الصدى اعترافا بما نزفته من حبّ أمامك

وقبل أن يتعثر جحودك بأذيال جراحي .. فتلام

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

هل تعلم :

هذا العيد ينتظرني كما في كل عام عند مفترق الألم

يحمل بيده جرعة أمل وسراج حلم يكاد ينطفئ

قد تورمت قدماه وانهارت قوى قلبه

سأصل اليه بلا زاد ولا ماء

سأصل اليه بجرعة دمع في كفيّ كبريائي

وقطع بلور كانت قبل أعوام كأس نفسي الممتلئ بالحياة

هل تعلم ؟!

لم أعد أجيد فك طلاسم هذا الكون

وسلسلة الأيام تنسحب الى ما أجهل

لا أعلم عنها الآن الا انها محرقة لاذعة

من أين مصدر حرارتها .. لست اعلم ؟

أو أنني لا أريد أن اعلم !!

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

يا لغة بلا حروف

يربكني جنونك

يربكني غضبك

يربكني تيار الموت الذي يتنفسني كلما تذكرت الحدّ الفاصل بين نفسين هما أنت

بين شخصين يسكنا جسدك

ولغتين تحيا بهما ذرات المادة التي تتكون منها آنية روحك

من أنت ؟

وقد تكور الرعب بك أمامي يرمقني بعيون الغدر

وابتسم الدهر في وجه قلبي من عيونك

حتى كدت ابصرمن سماء روحك ليلة القدر

من أنت ؟

فالحزن يقتنص من زواياك زغرودة الأمل في أفنان قلبي

وتتعثر رؤاي بطوفان الدمع بين جفني كآبة خلقتها انت

أتكوّم انا على وجع ممتد من خاصرة الماضي حتى رحم اليوم

وأختنق بتساؤلات لاجواب لها الا في حشرجة الصمت

تقتلني أنت وأسير جثة حياة على سراط الموت

لا أسمع الا لهاث هذا العالم المدفون بين التنهد والحسرات

ويتبعني عتابك فألوذ بك من جمرات الجواب

لا زاد عندي في هذا الصقيع الذي يحضنني مذ عرفتك

لا جرعة نار أسكبها على قسوة جليده فأتقي بها حرقات الصقيع

قدر أنت يسكرني حبا بكؤوس من لهيب

ويقتلني حنينا بسكرات العذاب

ويلتصق بي كملامح غيّرها الدهر فتشوهت بيدي الزمان

فلا أنا سعيدة بها ولا هي سعيدة بي

ولا أملك القدرة على تبني ملامح أخرى لا تشبهني

أو تغيير ملامحي التي اعتادها الكون

على مرآة كآبتي ألمحك من بعيد

شيء ما جميل جدا

فأقترب أكثر ويتلاشى ذلك الوجه الجميل

يا ملامح عمدا رسمها القدر على صورة أيامي

ان كنت حقا تتدفق من ينابيع الحبّ قدرا انسيا

قف بعيدا حتى تتجلى لعيون الدهر جميلا عندما أراك

قف على مسافة تقيني منك لهيب جنونك

وتقيني من جنونك لهيب الموت

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

شيء ما بين ذاتي وبيني

لا يشبه الموت ولا الحياة

شيء تخلّق من دخان الصبر حين اتقدت نيرانه تحرق كل صرخة ألم بي منك

كتنهيدة البراكين تتنفس من قيظ باطنتها أتنفس انا بلا نيران

أتنفس النار وأبتلعها قبل أن تصل لفوهة غضبي

ولا يعلم ما بي الا الله

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

أكرهك أنا بحجم الحبّ الذي يغرقني به جنوني

أكرهك وأعلم أنك ثورة ألم بي علي

أكرهك ولا أملك أمام قلبي قدرة أمره (أمر كن فيكون )

أكرهك وأدرك أنك بملاءة الفراغ

ترتدي هالة رعب توقد على مرآة الذاكرة

أشباحا من تماثيل وجع جاثمة كالسلاطين القداما في أروقة القصور المهجورة

أكرهك وجعا يتمزق على أجندة ذاتي كلما فتحت لطيور روحي نوافذ الهرب

وبكل هذا الكره المحبوب أتمسك ببقاءك بي كي لا تعلكني أنياب الفراق

وتنهش من جسد وجودي وحوش الحنين

طفلة على وجع السراب أحبو لم أتعلم بعد لغة الفراق

 

[إيمان محمد ديب طهماز]

بين ألم الروح

وروح الألم

تتدلى من سقف الحيرة صرخات هذا الجسد الذي يتلوى على حصيرة العذاب

أسوأ مما كان لن يكون

سوى جرعة الرعب الأخيرة ينبعث منها لهب الموت

ماذا تنتظر أيها الظلّ المتواري بين حدسي و طنوني

كلما توغل بين طيات قلبي جسد الموت اقتربت بي الى هاوية البدء الجديد

لا أنا بالتي تتدحرج مغمضة النبض فوق جمار العدم

ولا أنا بالتي تفتح للأزل جناحي الخلود

كل مافي الأمر أنني بين اصابع القدر

تلهو بي أمواج العذاب

فتارة الى الموت وتارة الى الحياة

لازلت أتحسس أنفاسي فأجد في بقاياها رمق الحياة الأخير

وأغمض عيني فيجتذبني من ذاتي مالا أدرك

ويكفنني الخوف بلا حراك

فتموت ضحكاتي وتحيا أشباح الرعب فوق أجنحة حياتي الموهنة

لا انا هنا ولا لا انا هناك

ترى من هذه التي تشبهني في مرايا العين

ومن هي تلك التي أشبهها في مرايا الروح

ومن انا بين هذي وتلك

من أكون

من أكون