اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العويمر
حقيقة ً مايجعلني في دهشه وحيره كبيرتين أن حِس الناقد هُنا مُتأرجح
فهو في أول بيت استشهد فيه ووضعه في طرحه-رغم تواضع البيت وبصراحه-جعل من البيت قويّا ً وشاعريّا ً ونقطة تفوق للشاعره! بِرغم وجود نصوص وأبيات أقوى وأجمل لشاعرات كُثر تُزاحم فيه المرأة الرجل!
كَما أن البيت لايحمل صولاة ً قويه وشاعريّة داخله تجعل التوقف عنده حتمي
بَل إن " ع الورق" يدل على ضعف الشاعريه ومحاولة وزن البيت فقط!
كثر شوقي لك يخالجني شعور
إنك اللي ترتكبني ع الورق
لاأدري اين الصورة والقوة في هذا البيت؟
فما كُتِب أمر بِدائي وسهل
ويُكتَب كثيرا ً وأكثر من يكتبه البدائين بالشعر ، وإن كُنت أتفق بأن الإحساس هو مانشعر به من خلال قِرَاءته ، ولكن الإحساس لايعني الجمال والصنعة المطلقه
------------------------------------------
هذا طريقي واعرف انه طريقك وجيـت
وانتي بعيدة وانا عـوّدت قبـل السـلام
لو التعب في طريقك كثر مانـي مشيـت
ما رحت راجيك لو جيتك ومالـي مـرام
لو ما دريتي انا يكفينـي انـي دريـت
احيان ما يشعر القايـل بطعـم الكـلام
نظرت للأبيات بأنها عاديّه ، في حين نظرت للبيت الأول من استشهادك بأنه جميل جدا ً !
حسنا ً
البيت الأول من الابيات الثلاثه يحمل إيحاء جميل وصوره مختصره وموصله
فهما في نفس الطريق إلا أن المرأة كانت في نهاية الطريق –رغم طوله – وهو في بدايته ومع هذا تقدم وحينما وصل إليها رجع وقبل أن يسلّم عليها! –وعليك أن تؤوّل السبب في رجوعه!
والبيت الثاني : يحمل حقيقه موجعه يعرفها كل محب ويقولها أيضا ً
لو التعب في طريقك كثر مانـي مشيـت
ما رحت راجيك لو جيتك ومالـي مـرام
وبرغم الصورة الضعيفة إلا إنها موحية ومؤديه للهدف بشكل جميل جدا ً
وأما البيت الثالث:
أرى الشطر الثاني وجوده لم يخدم الابيات بشيء بل وجوده كان خطأ
لو ما دريتي انا يكفينـي انـي دريـت
احيان ما يشعر القايـل بطعـم الكـلام
فإذا قرأت الابيات الثلاثه ستجد أن الشطر الأخير لايخدم القائل –سعد الحريص بشيء-
فهو من تكلم وهو من قال لها انتي بعيده وجيتك ورجعت ولو حسيتي بالتعب كان عرفتي قيمة اللي سويته وفي النهايه يقول واذا انتي مادريتي يكفيني اني ادري و"أحيان مايشعر القايل بطعم الكلام!"
-------------------------
وأما البيت الذي لم ترى فيه الجمال وجعلته الأقل وهو بيت فهد عافت
فأستغرب كيف بنيت حكمك
الصوره واضحه وجميله جدا ً وجمع بين متضادين ليخدم الغرض الذي كتب البيت من أجله
فكف الملك كالرحمه ، مناقضه تماما ً لجهنم –وهذا شيء رائع جدا
ولك أن تَضع في مخيلتك أن جهنم " الفقر " إن أردتها لشيء من الدنيا
بينما كف الملك كالجنة
ومن المتعارف عليه أن جهنم تقول هل من مزيد نظرا ً لاتساعها ، ولتهويل الأمر ورد هذا
وكف الملك مليئة بالمال وتقول : هل من مزيد ، نظرا ً لقدرتها على العطاء وبذل المال على الناس أجمعين –وهذه صورة بليغه جدا ً
وأيضا ً بشكل آخر : النار تزداد اشتعال بالحطب وكأن الناس لجهنم حطبا ً حينما تقول هل من مزيد فتزيد اشتعال ، وفي المقابل كف الملك تزداد سخاءً بازدياد طالبي المال
فكيف تجد القبح بعد هذا؟
جمع المتضادين وجعل النصرة لضد ٍ يتخذه الشاعر أمر يدل على شاعرية قوية وخيال خصب وإقناع لايمتلكه الكثير
القشور هي أن ترغب صورة بسيطة التركيب ولاتجعلك تتساءل عن كيفية وضعها وعن الإبهار حول فكر الشاعر الذي طرأت عليه هذه الصوره
وأخيرا ً
وجهة نظر عابره وسريعه قبل أن يقيم المؤذن لصلاة المغرب
|
مرحبا بالحبيب عبد الله العويمر , وحياك الله في كل مرة
الآن يا أخي الكريم , أستطيع أن أمنحك درجة الامتياز بهذه المداخلة , لأنك أتيت بشيء يقرأ ومن الممكن النقاش فيه
سأبدأ معك حول موضوع الشاعرة سكون التي قلت عنها ما قلت , وهذا من أبسط حقوقك الأدبية , ولك أن تمارسها كما تشاء , فكل من الشاعرة وكاتب هذه السطور قد قال ما لديه , ولك أن تدلو بدلوك يا أخي الكريم
لا يعنيني كل ما قلته من رأي حول بيت الشاعرة , وهذا والله ليس تنقيصًا من قدرك الكريم , فهذا رأيك في نهاية المطاف , لكنني سأقف عند هذه المقولة لك : " بَل إن " ع الورق" يدل على ضعف الشاعريه ومحاولة وزن البيت فقط! " لا سيما مفردة الشاعرية , والتي تدل للأسف الشديد على عدم فهم لِما تقول , فلو قلت أنها ضعف في الصياغة لكان أفضل من قولك الشاعرية , لأن الشاعرية تدل على الاستغراق الفني الجمالي , وهذا للأمانة موجود في هذا البيت , ومن الأجحاف والظلم نكرانه . أما قولك الشاعرية فلا أرى أن الصواب كان معك , حيث أن هناك بعض المواقف الشاعرية التي لا تمت للشعر بصلة كجلوس اثنين على شاطئ البحر أو تجول عاشقين في حديقة
أما تعقيبك التالي حول شعر كلا الشاعرين سعد الحريص وفهد عافت
فلك الحق أن تقول ما تشاء وتعتقد ما تريد
وتقبل جزيل الشكر على هذه المداخلة القيمة