بين الكوميدا والإستدلاخ
في عصر صناعة الإعلام برزت الكثير من الدول في إنتاج وإخراج مواد إعلاميه دسمه من أفلام ومسرحيات ومسلسلات , وإختلفت هذه ِ الصناعه بأنواعها , بين الكوميديا والدراما والأفلام البوليسيه والخيال العلمي وأفلام الرعب , في هذا المقال سأحصر الحديث على الإنتاج العربي وتحديدا ً بـ/ صناعة الكوميديا , هذه ِ الصنعه التي لطالما استخدمها الممثلون في معالجة الكثير من القضايا المعاصره بقالب كوميدي طريف بعيدا ً عن المباشره , وبذات الوقت بعيدا ً عن الملل , وإن كنت أظن أن بداية نشئ هذه ِ الكوميديا في معالجة القضايا كان إنطلاقا ً من مبدأ عدم القدره على المباشره في إنتقاد بعض الأمور الحساسه وخاصه السياسيه منها والتي تخص رموز قد تكون ذات نفوذ , وبالعوده إلى محور الحديث , والدخول مباشره في صـُلب الموضوع , فأنا أرى أن الكثير من المسلسلات والمسرحيات العربيه وتحديدا ً الممثلين لا يفرقون بين الكوميديا كـ/ فن , وبين الإستدلاخ كـحاله مزريه أوصلوا إليها الإعلام العربي , فالكثير من الأعمال أصبحت تضج بما هو بعيد كل البعد عن الكوميديا وليس فيها ما يوحي بأنها تعالج قضايا , وهنا تصبح الماده المقدمه للجمهور فارغه جدا ً , ولو قارنا بين الكوميديا في السابق وما يـُعرض الآن سنجد أننا إنتقلنا نقله فاشله جدا ً , ومن أهم أسباب هذا الفشل , هو خلو الماده الإعلاميه من قضيه تستحق أن تـُطرح بقالب كوميدي , وبذات الوقت الفشل في إختيار الممثليين المناسبين لتقديم الأدوار , فليس كل ممثل يستطيع أن يقوم بدور كوميدي في مسلسل أو مسرحيه أو فيلم , وما لم نستطع أن ندركه للأسف حتى الآن أن الظرافه وخفة الظِّل ليسا أمرين نستطيع إكتسابهما أو تعلمهما , هما هِبتان وجدا لدى البعض تماما ً كما نـُزعا من البعض الآخر , ولكي تكتمل الصوره أتساءل ما وجه الشبه بين الممثل حسن عسيري مثلا ً والممثل دريد لحام ؟