في سلوك الفن والموسيقى.. يكون للغناء حضور الورد .... ويصبح للسيدة وردة الجزائرية عشاق يمتصون باسماعهم رحيق صوتها ...
تعالوا معا ً لنتأكد من هذا السلوك السماوي الذي يرتفع لأعلى ويصعد للأعلى إلى ملكوت آخر من روحانية الأغنية وسياحة الكلمة.. بحنجرة عذبة تعطي للكلام صفة الديمومة ..عبر أفق يصل لكل مستمع عاشق لصوت هذه الساحرة التي بصوتها قُطِفَت ورود الربيع .. وردةً .. وردة .. ومن صقيع الشتاء لا تأتي هذه السيدة إلا كمطراً رقراقا يتكسر عند أول (أذن) تستعد لعشق وردة وأغنياتها الخالدة .
وان عاشق السيدة وردة
عاشقها لكأنه يستلف من صوت وردة استقامة الوحي الصوت
وهوالله عندما جعل في حنجرتها رنيم وكلام لا يجتمعان إلا بها كأنه وعدا مقضيا .. وحتى ينطلق الحب أغنيةًً تتسلطن فوق رحب اللحن ودماثة الشعر وتصفيق الناس الذين لا يملكون إلا أياديهم وهانحن نراهم يقطّعون أوصال أصابعهم ويستنزفون رحٍم أفواههم ليأتي فجر آخر وقد أخذ معه جميع الاصوات ليبقي صوت النور يتدلى في حبال الفم (اللؤلؤ ) في قطاف الأغنية العربية االمبصّمة بـ ( وردة ) وتأتي هذه ال وردة الجزائرية على قفلة إكليل جميع من يتصل بالعربية روحا و أنفاسا ..تبث بوح الموسيقى.. و سطوة الشعر.
يبتدئ اللحن من بين أصابع عازفوا الاوركسترا وهم خلفها استنادا للتخت الشرقي المعمول به واذكر ان الموسيقيين كلهم دون ادنى استثناء يجزمون بان صوتها مجموعة آلات موسيقية تامه كامله متوائمة لا توجد على (وجه) الفن و(قامة) الموسيقى إلا بهذا الفم الذي يمج الكلمات برونق الموسيقى الغير متعارف عليه.. سواها والمتفق عليه كل الجمهور .. كل الجمهور حتى أولئك الذين حضروا حبا بالحضور وجدوا أنفسهم يتألقون بصوت النور المتكسر فوق جبال الكلام الذائبة المتسلسلة بروعة الفجر الندي وابتسام الوليد وثورة أبو القاسم الشابي.....عذبة انتي ياوردة..
إن لصوت السيدة وردة خصائص قد أغفلها عمداً وسهواً نقاد الفن الجميل وعصر العمالقة والمخضرمين حتى لكأنهم نسوا او حاولوا ان يتناسوا وأن يعترفوا لوردة بتدفق صوت ( أم كلثوم) بحنجرتها واكثر..وصولاً لسيلان صفاء صوت السيدة (فيروز) بأدائها وسحر بيانها واكثر ..متقاطعةً مع كل ما سبق بصوتها الذي قد نجد أصواتا تندمج ..وتشابهه ولكن من كمال المستحيل أن يصل لصوتها أحد منذ مزامير داود حتى هذه الساعة .
إننا نستحق كل هذا الصدق بصوت السيدة وردة لإنه يمنحنا وصولا آمناً لسماع خصب.. ينطلق بنا استيعابا كاملا لفترات الدفء الساكن بنزوح الجمال نحو أفق يكاد لا يتسع إلا لسيدة واحدة تستخدم الورد اسماً لمسيرتها في قلوب عشاقها والفن على الرغم من تفاوت الزمن وتعدد المكان .
من الكلام المباح بـ ورده.. ولـ هــا:
1) عندما تستيقظ الاغنية الشرقيه تبحث على من يبادلها بلل الريق وونشوة الصباح فلا تجد الا السيدة وردة الجزائرية تستحل المتاح والاصعب من نهج الكلام المباح... وتتخذ السعادة المطلقة من الجراح.. ليتجدد اللحن فيها بما يعني شعور الارتياح لـ يمضي ..ونمضي نحن مصدقين ومعتقدين ايضا خلف نسيج الاغاني المتعلقة في قاموس الكلام المتألق بموضوعية الغناء ونزاهته.
2) وردة لاشذى يحتويها الا الغناء الذي سلبها كل الوقت لينعم جمهورها وعشاقها باجزاء من الساعة اهتزازا وتماديا في موطن صوتها المسلوب ليطرب اناسا كااد ان يفتك بها الشقاء وضيق الافق وتسارع عجلة الكون.