كلهم كانوا هنــــــا ...

[ضوء خافت]

ما بال النسوة قطَّعن أيديهنَّ ؟!
كل ما فعلته أني مددت يدي المنقوشة بالمشاعر .. و حول معصمي ياسمين الذكريات ..
ما وضعت عطراً و لا لونت شفتي ولا نزعت حجاب لهفتي ...
بل و إني أسدلت جفني و لم أخاطب في الحي إنسيّا !!

من مذكرات امرأة فائقة القبح

 

[ضوء خافت]

بعض الستائر لا يسدلها إلا الموت ...

 

[ضوء خافت]

ستعلن الحياة ذات صباح ... عن أفول روح
تنشر خبرها سريعا ... في هشيم النسيان سيشتعل الخبر ..
و تصعد من حريق النهاية دخان ذاكرة ما أصابها العطب ..

 

[ضوء خافت]

أصعب ما قد يضعف الإنسان عدم إدراكه بأنه يملك حرية تقرير مصيره ....و يدع أمر تحديد مسارات حياته للآخرين

 

[ضوء خافت]

أحتاج لنومِ معبأ في زجاجة ... أو قارورة معتمة ..
أعبّ منها كلما داهمني الأرق المزمن و قض مضجعي فكر استوطن وسادتي حتى كأني كلما رميت برأسي عليها ...
أخضعتني لتحقيق طويل يطرق بأسئلته باب الذكرى و يوقظ كل النيام في رأسي ...
و تبدأ حالة شغب و تمرد يقوده الحنين .. و لا أعلم إلى أين هم بي ذاهبين ...
أسدل أجفاني ... و كأني أحاول الهروب من معرفة الطريق .. و تجاهل كل الأصداء المترددة من أعماقي ...
إنهم يسيرون بي إلى ذات الأطلال ... إلى ذلك المكان المهجور ..
الذي لم أستوحشه قط ... حتى بعد فراغه من دبيب الحياة و عموم السكون فيه ..
و حالما يصل جثمان اغترابي ... أتمدد على سرير التعب ... و أنتظر سلطان النوم أن يبسط أمره على عيني ..

 

[ضوء خافت]

هنالك شعور خفي ... لا تفسير له ..
لكن أثره يسري في الأقدام ... يحث خطاها و يجرها لتجاوز هضاب الحاضر و التقهقر انسحاباً إلى ما قبل العودة ..
و الآثار المفقودة زمنياً .. حيث لا دلائل تشير إلى اتجاهات واضحة ..
مجرد علامات على لافتات تشبه أكف أرواح ما غادرت الحياة و غادرتنا ....
تشير بأصابع ترتعش إلى زوايا تصرخ ...

 

[ضوء خافت]

قد يستوقفني حجر السكوت .... لكن فقط لأعرف حجمه و أفكر كيف أتجاوزه

 

[ضوء خافت]

ذاك العطر ... لم يغادر الذاكرة ..