دعوا القبور .. ترثي أصحآب الحيآة !!
،’
’،
تلعب ُُ بشعرها على بكرة ِ الصبح .. , وتتمايل فرحا ً مع الموسيقى الرنانة في أذنيها .. !
أذنيها فقط .. دون الوجود .. !
شهقت نسيم َ الصبح ِ و زفرته مع العصافير .. كأنها تراشقها الصرآخ , النداء .. الشقاوة .. والتغريد .. !
صباح ُ السادسة هذا .. كان لذيذا ً .. , وهي تنظر ُ إلى الأشياء ِ المشبعة ِ بالحياة ..
ثوبها المخملي القاني , وعيناها اللامعتان بالفرح .. و وجنتاها الخجولة .. !
وضعت مع الأنغام في أذنها .. صوته , وهو يردد إنّي لا أخلف ُ الميعاد .. ! إنّي كما الروح .. لا أنفك ُ عن جسد / ك ِ !
لحـّنته ُ كيف تشاء .. ومضت تتجول بتغنـّي في أنحاء وجهه الحزين .. تلمس عينه ُ , أنفه و تبعثر شعره الداكن .. , ترسل ُ ضحكاتها نحو َ الفراغ .. , تهلوس به و تحرك شفتيها دون أن تصدر صوت , تلعب بالهواء ِ بين أصابعها .. ثم تعود تقهقه و تبتسم بصمت , وتشد ّ على قبضة عيناها وهو َ بداخلها فـ كأنها تخشاه أن يهرب , أو يتسرب مع خيوط الشعاع
- التي اقتحمت حجرتها أفواجا ً كـ موج أطفال يلعبون في ساحة الشمس - كـ قطرة المطر !
.. شعور اطمئنان , بثها داخل ظرف الرسائل الوهمي ّ , بأني لا أخلف ُ الميعاد !
هي تحب ممارسة الخوف منه ! .. ليرسل في كل مرة رسالة من حلم ٍ في رأسها .. تلتهمها بشغف , و تقرأها كما تحب هي َ أن يقول / كما تحب أن تسمع !
فـ تقترب .. تحاكي أذنه بما غاب عنه .. ولماذا غاب عنه .. ثم تحس ُّ بقلبه يثور .. و الشوق بداخلها يثور .. وخيالها أصبح َ كابوس ٌ لذيذ .. !
نعم كل ُ شيء لذيذ .. في صباح السادسة !
نهضت مسرعة ً لتتدارك ما فاتها من الوقت وهي تعبث معه !
كيف َ لهذا اليوم ِ أن يمضي .. !
تخليد ُ ذكرى السابعة , في الساعة السابعة .. حين َ ولدت هي و هو َ من رحم ٍ واحد !
تقول في نفسها .. / كـ مثل كل يوم , أريد أن ألـِد , فـ أصارع رحم القدر .. ! فـ يلفظني و أبكي !
أكيد ٌ أنني سأبكي .. و أكيد ٌ أن ولادتي باتت قريبه , و أكيد ٌ أن القبور بضيقها لا تسع ُ امرأة أكلت من البؤس حتى التخمة !
سيحدث كل ُ شيء ٍ و إن أبيت .. !
أرتدت ثوبها في عجل .. و صنعت في شعرها ما يشبه ظهرها المحدب يأسا ً .. , وضعت أحمرا ً خفيفا ً في تلك النتؤة ِ التي تبرز ُ في وجهها حين تبتسم .. ,
وكذلك لونا شفقيا ً على شفتيها !
خرجت نحو الحديقة , وجلست على جذع الشجرة ِ الضخمة
- التي في عينيها , حفظت مشهد الوداع - .. تشارك العصافير صراخها الداخلي ..!
6:50
إنها تدفع ُ بكلتا يديها ذلك المكان ُ المظلم ُ في رأسها .. ! إنها تركل ُ غطاءا ً كـ الكفن يضيق ُ عليها رحابة الحياة .. ! إنها تختنق , و تسمع الصيحات , و أياد ٍ تشاجرت على رأسها , ومن يقتلعه أولا ً ويقتاد عنقها إلى المشنقة أولا ً .. وهي َ بالكاد ترسو .... !
7:00
إنه ميلادها !
بكت فعلا ً
بكت بصمت !
و أرسلت دعاءها نحو السماء ..
" يا أنت " إنـّي في الحديقة الآن ..
إني أتخيلك .. فـ تخيلني .. !!!
.
.
.
،’