فراشة في طريق الدموع ( روايه مسلسله في حلقات ) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
الصورة غير واضحه !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 9 - )           »          كلي أرق (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : تفاصيل منسيه - مشاركات : 1 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 519 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 534 - )           »          متعلق بروحي (الكاتـب : ميــرال - آخر مشاركة : تفاصيل منسيه - مشاركات : 12 - )           »          إلى روح صديقتي الغالية ولّادة بنت المستكفي ❤ (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 10 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 199 - )           »          لحن أغنيتي (الكاتـب : محمد المغضي - مشاركات : 0 - )           »          لحن الرماد (الكاتـب : محمد المغضي - مشاركات : 4 - )           »          باب السهر (الكاتـب : محمد المغضي - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-23-2021, 02:38 PM   #1
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 536

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي فراشة في طريق الدموع ( روايه مسلسله في حلقات )


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بسم الله الرحمن الرحيم
فراشة في طريق الدموع

البداية والوان الورود :
ابصرت النور في إحدى القرى الجميلة الرابضة وسط نجد ترتيبي الثالثة بين سبعة اخوة واخوات , ولأني جئت بعد ولدين افاض لي والدي من حبه الكثير واصبحت حينها الأثيرة لديه .
كنا في البداية نسكن منزلا شعبيا متواضعا , بقينا فيه حتى ناهزت السادسة من عمري , كنت كأي طفلة في سني . احب الخروج إلى الشارع لألعب مع اقراني رغم ممانعة امي كوني بنت . فكنا نقضي وقتنا باللعب والدوران بالبيت الذي يتوسطه حوش كبير غير مسقوف كعادة البيوت الشعبيه وبسبب كثرة حركتنا وشقاوتنا لم يخلو الأمر من بعض الحوادث العارضة كوقوعنا احيانا واصابتنا ببعض الجروح او الكدمات إحداها تركت اثرا في ساقي إلى اليوم وكان اخي الأكبر اشقانا بكثرة الحركة وامي لاتفتأ عن زجره . رغم عناده الدائم
كان لتدليله اثرا سلبيا عليه , اخذ الأولاد نصيب حب الأم بينما نحن البنات من نصيب والدي .
كان احد اعمامي , غير شقيق يسكن بالقرب من منزلنا ول ازلت اذكر في تلك المرحلة جارتنا الطيبه التي كنا نشتري منها الآيسكريم التوت الذي تعده بنفسها.
كنت فتاة هادئة اميل الى العزلة في اكثر وقتي واذكر في تلك المرحلة العمرية انه كان لنا ابنة جيران تكبرني في السن وكنت ارتاح لحديثها وكانت تقول انها معلمّة في المدرسة وصدمت حين اكتشفت كذبتها .
بلغت السن النظامية واخذتني والدتي الى المدرسة بعد ان رتب والدي الأوراق المطلوبة , اذكر انه كان من بينها صورتي الشمسية اعتقد والدي انها من ضمن المستندات المطلوبة ولازلت اذكر ابتسامة المديرة وقولها لوالدتي ليه مصورين البنت؟ الصور مطلوبة للأولاد فقط
بعد زمن لا اذكره انتقلنا من منزلنا الذي ولدت فيه مع اخوتي الى بناية يمتلكها ابي عبارة عن ثلاث طوابق سكنيه كنا خمس بنات وولدين .
قرر ابي العوةه الى عمارته مرة اخرى بعد ان اوفى دينا كان يلزمه في السابق بالسكن في ذاك البيت الشعبي , ولا ادري سبب ذاك الدين ,, وقد عرفت ذلك فيما بعد وهو امر اشقاني واخوتي وامي كثيرا .
كنا نشغل الطابق الاول من البناية في شقتين متقابلتين خصصت لنا والدتي فيها نحن البنات غرفة كبيرة , والأخرى يسكنها عمي الذي كان يرعانا في غياب والدي ويحنو علينا فأحببناه وحين توفي رحمه الله حزنا على فراقه كثيرا , كان والدي يصحبنا الى المدرسة صباح كل يوم في سيارته الصغيرة ولم تكن مدرستنا نحن البنات بعيدة , كانت خلف البناية , لكن والدي يحرص على ان يطمئن علينا , وكثيرا ما كان يوصي اخوتي الأولاد علينا .
بقينا في هذه البناية الى ان وصلت الى الصف الثالث الإبتدائي وكانت والدتي تحرص على ان ارتب شوؤني الخاصة بنفسي وان اساعدها في المطبخ وحين اتقاعس او اتأخر تنبهني وتستحثني وكانت تقول انك غدا سوف تكبرين وتكوني مسؤولة عن بيت مثلي .
افادني هذا في الأعتماد على نفسي وترتيب حاجياتي ونظافتي الشخصية
الا ان هذا لم يمنع رسوبي في مادتين وانا في الصف الثالث واعيد السنة مرة اخرى بسبب فعلة ساذجه فقد قمت كما املا علي تفكيري ان اعبث بحواجبي بعد ان رايت امي وهي تقوم برسم حواجبها وتعديلها فأحببت ان اقلدها وكانت النتيجة اني شوهت نفسي مما سبب غضب امي علي ومداراتها لحاجبي بغطاء جعل منظري مضحكا ومشوها وكان له تأثيره علي . فشتت فكري وتبرّمي من فعلتي فقد تصورت اني سأظل هكذا طوال عمري وكانت النتيجة هي الرسوب .
مرة اخرى قرر ابي الإنتقال الى سكن آخر ولسبب لا أدريه من وراء هذه التنقلات السكن الجديد عبارة عن فيللا من دورين وكان سكنا مريحا واسعا ووجدنا لأنفسنا مساحة بين السور والمبنى لممارسة هواية اللعب , كما احضر لنا والدي خادمة كانت تؤنسني حين تزور والدتي اهلها القاطنين في قرية تبعد عن قريتنا اكثر من مائة كم , كنت الوحيدة بين اخواتي التي لا يسمح لي فيها والدي بمرافقة والدتي في تلك الزيارات , ربما لأني كنت الأكبر بين اخواتي ,كنت حينها في العاشرة .
ومع ذلك كان والدي يعطف علي ويلقبني بـ( شيخة البنات ) وعند نجاحي يشتري لي الهدايا وحين انتقلت الى الصف الرابع اهداني اشرطة فيديو لبعض القصص الكرتونية التي احب مشاهدتها, اذكر اني كنت اتابعها بشغف وحين طلبت مني امي في احد الأيام ان اجلب لها خبزا من الفرن القريب من البيت قمت مسرعة لأعاود المشاهدة واكمال مابدأت فقد كان اخوتي عند اعمامي في مزرعتهم .
وانا في طريق العودة احتك بي احد الشباب فأسرعت الخطى راكضة الى المنزل وهو يلحق بي وتملكني الخوف وانا اضرب الباب بكل قوتي واعاود طرق الباب الثاني دون ان يستجيب لي احد فقد كان الجميع بالداخل
والفتى يقترب مني فهربت الى اخر الشارع والخبز بيدي و لم يرنا احد لاننا وقت الظهيرة ثم عدت مرة اخرى وواصلت الطرق دون فائدة فتسلقت الباب لأسقط في الحوش واخذت في البكاء نتيجة الم السقطة وحضرت الخادمة وامي على صوت صراخي , حكيت لهم ماحصل فإذا امي تقول هذا ولد الجيران وعقله خفيف مختل عقلياً وهو جرى خلفك لانك خفتي منه وركضتي ! حادثة من حوادث عديدة حصلت في ذاك الزمن وتحصل كل يوم لمن هو في مثل عمري , مع اختلاف التفاصيل ..
من الأحداث التي تضحكني كلما تذكرتها , نتيجة شقاوة من هنّ في مثل اعمارنا انني واخواتي قررنا الهرب الى بيت جدتي البعيد بسبب ضرب امنا وتأديبها لنا نتيجة شقاوتنا مع بعضنا وقررنا الخروج من فتحة التكييف لأن والدتي حرصا منها علينا كانت تغلق الباب علينا لكن لحسن الحظ ان امي اكتشفت خطتنا الساذجه ونحن نهمّ بالخروج من باب الشارع
وبكل براءة نرد عليها نريد ان نسافر الى جدتي لانك لا تحبيننا فضحكت وقالت تمشين 130كم على اقدامكن قلنا بكل ثقه : أيه !
وحسمت امي هذه المهزلة الصبيانية وادخلتنا و اسفنا لفشل خطتنا.
ابتدأت الدراسة وانا في الصف الرابع وكنت فرحانة ومشتاقة لهذا الصف لما يحمله من مواد جديدة علي كنت اريد ان اعرف ماهي القواعد وما هي الجغرافيا والتاريخ وجميعها مواد كنت اسمع عنها.
إنتطمت في الدراسة وكنت فتاة مهذبة وخجولة اجلس في نهاية الفصل لاني كنت اطول بنات الصف . احببت مادتي التاريخ والجغرافيا ربما لاني احببت معلمة هذه المواد فكنت اهتم بدفاتري جداً حتى انني رفضت الذهاب مع ابي واخواتي إلى المنتزه للعب هناك لكي يتسنى لي تجليد دفاتري .
في ليلة غامضة وكانت ليلة جمعة و قد انهيت خمسة ايام من الإختبارات النهائية ولم يتبق الا اختبار مواد التاريخ والإملاء و الجغرافيا وانتهي وانتقل الى الخامس مع صديقاتي .
في تلك الليلة سمعت بكاء امي بالغرفة وهي تطلب من ابي البقاء ودفعني الفضول للإقتراب من غرفة امي القريبة من غرفتنا نحن البنات بالدور الاول من الفيلا لمعرفة مايجري , لكني رجعت الى غرفتي خائفة مسرعة وكتاب التاريخ في يدي بينما يتجه والدي الى باب الشارع وامي تجري خلفه لتثنيه عن قرار السفر , ثم دخلت امي علينا الغرفة لتطلب منا بحزم ويأس ان نجمع حاجياتنا كي نسافر الى مدينة الرياض !
فصعقت لقرارها كيف نسافر هكذا فجأة ونحن في موسم امتحانات ولم يبق الا يومين على نهايتها؟ ويوم السبت علي اختبار تاريخ وبعده جغرافيا ولا اريد ان ارسب في المادة التي احببت معلمتها .
لكن والدتي انشغلت عن بكائي وصراخي بتجهيز لوازم السفر الضرورية كما ايقظت الخادمة لتساعدها .. وتم هذا في لحظات سريعة مهوله لم اشعر بها فقد كان كل همي ضياع بقية الإمتحانات , ثم خرجنا جميعاً منتصف الليل متجهين الى الرياض وانزلنا والدي بفندق لا اذكر اسمه اليوم .ثم غادرنا تاركا والدتي في وضع صعب وخوف من المجهول مساء اليوم التالي الجمعة كنت ابكي بحرقة واقول لأمي ان غدا اختبار ولا بد من العودة الى قريتنا لم استوعب مايحدث لنا او افهم حالة والدتي النفسية وتعبها كان كل همي ان لا يفوتني موعد الإختبارات بكيت حتى غلبني النعاس ونمت .

نهـــايـة الفصل الأول من الروايــه ( ارجو التفاعل وإبداء الرأي ) تحياتــي

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-23-2021, 05:15 PM   #2
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

افتراضي


:

أهلاً بك ياسعود ،
وبداية الغيث هلّت ، فمرحباً بهطولك.

؛
جميلٌ هذا السرد ، وإنْ غلبتْ عليه المباشرة وغابت الشاعرية
إلا أنّ القادم سيكون أجمل بالتأكيد.

كل الشكر لك

 

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-25-2021, 01:11 PM   #3
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

الصورة الرمزية سيرين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 197006

سيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

وسام التميز ابعاد



افتراضي


رواية اجتماعية تنبيء بأحداث قادمة كثيرة و شيقة
عادة ماتكون الروايات الاجتماعية ارضاََ خصبة لنقل ونقد نماذج من العادات
والامور التي تتطلب زيادة الوعي
سرد سلس مترابط وممتع وفي انتظار بقية الفصول
سلمت يمناك كاتبنا الالق \ سعود القويعي
تحية وتقدير

\..

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-27-2021, 02:40 PM   #4
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 536

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اخوتـي / قايد , سيرين ... تحياتي

الفصل الثاني :


السير على الأشوك وبدايات المأساة :
عند الفجر صحوت على بكاء امي يقف بالقرب منها رجل غريب كنت اظنه خالي قبل ان اصحو جيدا واعلم انه رجل أمن مدني وحين نظرت الى الغرفة الثانية إذ بها يخرج منها رجلا أمن وامرأة ترتدي قفازين!
كانت لحظات صعبة على اطفال في مثل عمرنا وامرأة وحيدة كأمي لاحول لها ولاتدري ما تفعله , اصابنا الذهول كأطفال واتجهت عيوننا لوالدتي لعلنا نجد لديها تفسير لما يحدث او شيئا من خبر يقتل تساؤلنا المر , لكن والدتي لم تكن بأفضل حالا منّا فكرها مشتت بالكاد متماسكه .لحظات قاسية لا زلت اتذكرها رغم طفولتي في تلك الأيام , اخذنا جميعا حماما وبدلنا ملابسنا ثم ركبنا سيارة كبيره كأنها سجن متحرك اخذتنا الى مكان كبير يعتلي اسواره اسلاك شائكو و يحرسه عدد من الجند ادخلونا ذاك المكان الذي يعج بنوعين من البشر البعض في الداخل لايمكنه الخروج والبعض يقف في الخارج والداخل , يقوم على حراسة من في الداخل ومنعهم من الخروج , كانت والدتي في حالة من البكاء يعلو صوتها حينا وتسكت حينا وسمعتها تصرخ فيهم ان يحضروا لها ابنها الذي سبقنا في سيارة اخرى .
لم يلتفت احد منهم لصراخها ورجاءها وقامت امرأة ترتدي زي عسكري باصطحابنا الى الداخل وعيوننا تدور في محاجرها تسأل الف سؤال ولا من مجيب , اين نحن؟ ماهذا المكان ؟ ولماذا نحن هنا ؟ واين ابي ؟ ادخلت المرأة الغريبة والدتي الى غرفة ثم رأينا والدتي وهي ترتدي لباسا ابيض ! حتى خادمتنا المسكينة جرى عليها ما يجري علينا والبسوها هي ايضا لباسا ابيض
بعد تفتيشنا البسونا ثيابا اخرى واخذونا جميعا انا وامي وجميع اخوتي الى غرفة كبيره يقطنها نساء اخريات اشكالهن غريبه وبدا لي لون الحزن والألم في عيون الجميع . تعاطفت معنا المرأة التي لم تكن سوى احدى السجانات وقالت لأمي أي شيء ترغبيه اطلبيني ولن اتأخر عن خدمتك في حدود ماأستطيع وادعو الله ان يزيل عنك وعن اولادك هذه الظلمة عما قريب .
بقينا في هذا المكان الغريب الموحش شهرين كاملين منقطعين تماما عن العالم الخارجي ومن ضمنهم اهلنا . وفي هذه القلعة دخلت المدرسة الداخلية مع احدى اخواتي وكنت ارى اطفالا في مثل سني ممن ظلموا مثلنا لظروف لا يد لهم فيها ولا ناقة ولا جمل . كانت المعلمة تعطف علينا وتوزع علينا الهدايا البسيطه وكنا نرى في هذه الأشياء المتواضعة سعادة لمن هنّ في مثل وضعنا البائس لم تكن تلك المعلمه هي الوحيده التي احببناها فقد كان هناك بعض من يقوم بخدمتنا وتهدئتنا وملاطفتنا فالخير موجود حتى في اسوأ الأماكن .
كان لكل سجينة قصة ولكل قصة سبب اجتمع الجميع في مكان واحد واختلفت اسباب الدخول , وقعت يوما وانا العب من فوق احد الطاولات ونقلوني الى المستشفى وعالجوني ثم اعادوني مرة اخرى الى معتقلي ! وبقيت آثار الجرح الى اليوم ذكرى اليمه إن مستحها ذاكرتي فلسوف يذكرني أثرها .
ذكرى مكان شاحب تقطنه وجوه وقصص جاءت بها الأقدار لتقضي مدد زمنية تختلف من انسان لآخر تحكمه اسباب دخوله وحجم خطأه . ولا زال في رأسي طنين يصرخ بكل قسوة الزمن ... لماذا نحن هنا ؟ ماالسبب ... وأمي لا تجيب . صندوق اسود يحيطه لحام الصمت .
نهاية الفصل الثاني .

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-29-2021, 04:52 PM   #5
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 536

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


فراشه في طريق الدموع
بعد شهرين من الإقامة في ذاك المكان الموحش خرجنا بفضل كفالة جدي لوالدتي الذي عثر علينا بعد جهد وسؤال , خرجت و عرفت سبب الأعتقال من حديث والدتي مع احدى السجينات , هي سجينة مثلها وإن اختلفت اسباب الدخول , ارتاحت لها امي فروت لها ماحدث مع ابي تلك الليلة , فهمت من امي وهي تحكي القصة , وليتني ماعرفت تلك كانت بدايات خيوط المأساة .
كل ماحدث لنا كان بسبب والدي الذي كان يتاجر في المخدرات وطلب من امي إيصاله لمكان ما ؟ كان يعتقد ان الحكومة غافلة عن ما يقومان به لكن تم الإمساك به فكانت تلك النتيجة المؤلمة سجن ثمان سنوات خففت الى خمسة فيما بعد وصودرت جميع املاكه , عدا العمارة التي كنا نقطنها فقد كانت بإسم عمي شكليا , رغم ملكية والدي لها وهذا فضل من الله ان نجد مكانا يأوينا بعد ان فقدنا جميع املاكنا بسبب ما قام به والدي من امر يعاقب عليه القانون . كانت نتائجه سيئة على مستقبل حياتنا وضياعنا فيما بعد
في البداية اقمنا عند جدتي في قريتها لكن والدتي رغبت العودة الى بيتنا بعد ان استقر الحال بنا ولنتابع دراستنا من هناك . رغم معايرة بعض البنات لنا ممن عرفن سبب غيابنا وكان هذا الأمر يضايقني فانطويت على نفسي اذاكر واجتهد واثمر هذا نجاحي في الدور الثاني وواصلت دراستي حتى تخرجت من الابتدائية وكل المدرسات يحبوني ويعطفوا علي كوني بنت خلوقة و مهذبة وهادئة وخجولة .
طلبت من والدتي ان اسجل بالمتوسطه القريبه من منزلنا وتعرفت فيها على صديقات جدد وبدأت الأندماج في حياتي الجديده في المدرسه وتحسنت نفسيتي كثيرا واعتقدت اننا كأسرة نسينا الماضي بكل ما فيه من مآسي وخوف وقلق .
ولأن اوضاعنا المالية تدهورت فقد لفت نظري زميلاتي بالمدرسة وهن يلبسن انواعا من اللباس المدرسي باشكال وتصميمات حلوة ... فقمت بتصميم مريولي المدرسي بنفسي واعطيته والدتي لتخيطه ... وكانت هذه بداياتي مع موهبة التصميم والرسم التي ابدعت فيها كهواية محببة الى نفسي ورب ضارة نافعة .
في تلك الفترة لاحظت على والدتي بعض التغيير ثم انكشف لي انها على علاقة عاطفية بأحدهم ؟ استنكرت الأمر واكبرته ... ومع ان مثل هذا الأمر صعب على النفس ان تقبله لكنها كإمرأة وفي ظل غياب زوج يملأ هذا الفراغ العاطفي ومع حالة البؤس والحرمان التي تعيشها فقد شرعت لنفسها قانونا وطبقته وإن كان تطبيقه قليل نادر ... لكن هذا ماحدث .
عندما كنا في ذاك المعتقل الكئيب , لم أكن أعرف عن وضع ابي ولا اين هو؟ ولا عن اخي الكبير الذي كان يقيم في مدينة اخرى بدافع الدراسة او العمل لا أدري , لكني عرفت هذا عندما جاء جدي من امي ليكفلنا ويخرجنا من حبسنا هو وابن اخيه .
لا انسى فرحتي لحظة خروجنا لكن طالني بعض حزن لبعدي عن صديقتي السجينة نادية , ذهب بنا جدي الى القريه التي تسكن بها جدتي من امي (طليقته) وانزلنا عندها, لا اذكر تفاصيل استقبالها لنا , ذهب جدي واحضر ملفاتنا الدراسية لتسجيلنا في مدارس القرية , درسنا بها اسبوع واحد . لكن امي لم ترتح العيش بالقرى ، بسبب كلام الناس عن ما حدث لنا . وارى معها كل الحق في ذلك فالمرء عادة يحاول طيّ ونسيان المواقف والاحداث السيئة , فيغادر المكان ويستبدل الأشخاص المرتبطين بالحدث , كي يسلو ويتفائل بالغد .
رجعنا الى الرياض و الى عمارتنا التي تركناها مع ابي لنسكن تلك الفيلا وكان عمي يسكن قريبا منّـا .
اخطأت بإرجاعنا نحن البنات الى نفس المدرسة التي كنا بها في السابق , لن انسى عيون البنات عندما ينظرن الينا انا واخواتي وكأننا قمنا بقتل احداهن , وضح ضعف شخصياتنا فقد كان كل من في المدرسة يعلم باننا اتينا من السجن ..كنت اذكر انني عندما اصعد الدرج للذهاب الى فصلي اقابل بنات يتاهمسن وعيونهن ترقبني : وع وسخه جايه من السجن , فأطأطيء رأسي واواري دمعتي بعيني , و كل يوم تقريباً اتكلم مع امي واطلب منها ان تنقلنا من تلك المدرسة , ليس لي صديقات افطر وحدي واجلس بالفصل وحدي واذاكر وحدي , فكانت امي تقابل طلبي بالرفض ربما كان السبب جهلها بعظم ما نواجهه . عرفت ذلك متأخرا للأسف , ومع ذلك نجحت في الدور الثاني .
انتهى الفصل الثالث

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2021, 10:57 AM   #6
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 536

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



كنت اواجه في مناماتي كوابيس , عبارة عن صور متقطعة مما حصل لنا , فكان عقلي البطن يترجم ما سمعته , ويبثه في احلامي مواقف متعددة , رأيت ابي يقبض عليه , رأيت الشرطة تطلق عليه النار رأيت صديقة يموت اثناء عراكهم مع الشرطة , رأيت امي تحمل حقيبة المخدرات وتختبيء . رأيت امي وصديقها يدخل الى غرفة نومها , رأيت اخوتي وانا امسك بأيديهم ونحن نعبر الشارع , فتقابلنا حافلة كبيرة وتخطف اختي الصغيرة وهي تبكي وتنظر اليّ , الكثير من المشاهد المؤلمة التي تفتح عيني مرغمة . فأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم واقوم فأشرب كوبا من الماء ثم اعود لأتكوع في فراشي ,
لا اعرف كيف تدبرنا امر معيشتنا تلك الأيام , تقول امي انه كان يصرف لنا مبلغ بسيط من الشؤون الاجتماعية .
تخرجت من الابتدائية وانا بنت بقمة اخلاقي مهذبة وهادئة وخجولة كل المدرسات يحبوني هل كانت شفقة وتعاطف ؟ طلبت امي ان اسجل بالمتوسطة التي بالحي الاخر , ليتسنى لي التعرف على صديقات ومخالطة المجتمع من جديد, قبلت امي وسجلتني بالمتوسطة , كانت المدرسة رائعة ربما لان نفسيتي بدأت بالتحسن , ولكن هيهات , بنفس الغرفة التي ننام فيها انا واخواتي وفي احدى الليالي وقد جافاني النوم كنت افكر بالمدرسة وكيف ان البنات يتجملن وافكر بأن اصمم مريول للمدرسة جديد لكي تفصله لي امي , حينها انطلقت اول هواياتي وهي تصميم الازياء والرسم بينما انا ارسم وامسح واعدل سمعت باب الشارع قد فتح وقفل فهرعت لأنظر من تحت الباب كعادتي منذ زمن لان الباب مغلق , رايت وليتني لم ارى ذاك الحذاء الاسود الرجالي والثوب الابيض الطويل وامي خلفه تمشي متجهه الى غرفتها بهدوء , رايتها ولم افكر بشيء سوى الطرق على الباب لا أ عرف لماذا ؟ لم اكن مدركه خطورة ما اراه بكثر ادراكي للخوف الذي الم باطراف جسدي طرقت وصرخت حتى استيقظن اخواتي , وفدت امي مسرعة وفتحت الباب , طلبت منها الذهاب الى الحمام وانا ارى لباسه الحريري الذي يواري بعض من جسمها الممشوق , دخلت الحمام وهي واقفه تتنتظر خروجي منه حين خرجت منه سألتها : ماما من اللي دخل من شويه ؟
قالت امي ( كاذبة ) وهي واثقه مما تقوله انه خالك ادخلي ونامي يالله حبيبتي ونوّمي اخواتك اللي صحيتيهم , اقفلت الباب خلفها ووضعت قطعة من القماش في فتحت المفتاح واسفل من تحت. فنمت مصدقه ما قالته, بعد بضعت ايام رايت خالي يدخل مع امي غرفتها باخر الليل عندما سمعت نفس الباب هممت بادخال قلمي من تحت الباب لازيح قطعه القماش التي كانت تضعها امي كل ليلة بحجة عدم دخول فأر او حشرة داخل غرفتنا لم اتحمل فضولي , طرقت الباب وفتحت قلت لامي اريد ان مـاء , فذهبت لتحضر الماء ووقفت عند باب غرفتها وقلت : ماما خالي فيه ؟ صرخت بي وقالت وهي خايفه أيوه , بعدين تسلمين عليه قلت ماما ليه يدخل غرفتك ؟ فسحبتني الى غرفتي وهي متبرمة صامتة
اذكر ان ابي حين كان مسجونا لم نقم بزيارته ولا مرة . خلال سنوات سجنه الخمس , وعندما كبرنا وتغيرنا كنا حينها بالكاد نتذكر حتى امي لم اسمع يوما انها ذهبت لزيارته . ربما لأنها كانت مشغوله مع ذاك العشيق المجهول طيله تلك السنون!! كنا نحن الصغار مع عمي رحمه الله يأخذنا ويسلينا حتى اننا كنا نناديه , أبي , كان رجل دين يقوم لصلاة الفجر ويخلد للنوم باكراً كان يامرنا للصلاة فكنا نصلي امامه فقط
بقي عمي المتدين يرعانا بقدر استطاعته ووقته فيأخذني مع اخوتي الى الحدائق ويسرّي عنّا ويعطف علينا الى ان خرج والدي قبل مضي مدة سجنه مع من خرجوا في العفو الرمضاني جاء والدي ليواصل عيشه معنا وكان قد اصيب برصاصة في ساقه وفقد توازنه بالمشي .
لا زلت الى اليوم اذكر تلك المرأة الطيبه الحنون التي كانت تعمل خادمة بالمدرسه . فتنقل الأوراق بين الفصول والمعلمات , وتقوم بإعداد الشاي والقهوة , وتسقينا الماء ايام الإختبارات , جاءت يوما الى فصلنا وقالت : ان المديرة تريدني , فخرجت معها وانا خائفة لا اعرف ماهو سبب استدعائي . فاذا بامي عند المديرة قالت : ابوك عندنا بالبيت وطلبنا وعمك وأستأذنت لنا 3 ايام من المدرسة , خرجنا ولا اذكر كيف رايناه ولكن اذكر الوليمة التي اعدتها امي لاستقباله
لكنه تغيّر للأسف لم يعد ابي الذي اعرفه كان كثير الضجر عصبي المزاج سريع الغضب ولم يعد يهتم بنا او يسأل عن حالنا في المدرسة او يرعانا , حتى علاقته بوالدتي ساءت كثيرا اخذ يضربها لأتفه سبب .
الى الفصل القادم

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2021, 06:02 AM   #7
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

افتراضي




تغيرت حياتي من سيء الى اسوأ تغير ابي كثيراً كان كثير الضرب والغضب والنرفزه , لا يتحمل أي مسؤولية , كنت احب مادة الرياضيات كثيراً ولكن كرهي لمعلمتها هو ما جعل عقلي لا يستوعبها بسهولة فكنت اذهب لأبي واطلب ان يساعدني بحل بعض المسائل الحسابية فيطوّح بكتابي على الأرض ويقول اذهبي عني لا اريد ان ارى احد منكم والكثير الكثير من عدم القيام بالواجب والمحافظة والرعاية
حتى انه استقل بنفسه في إحدى شقق العمارة يقضي ليله ونهاره مع زمرة لاهيه لا هم لها سوى قضاء الوقت في معاقرة الشراب والأكل والنوم !.والطلب من والدتي اعداد العشاء ومستلزمات سهرته دون النظر الى انها ام وعليها واجباتها تجاه ابناءها وانها انسانة من واجبها ان ترتاح وان تنام باكرا لتوقظ ابناءها للمدرسة .
طالني بعض هذا العذاب فكنت اقوم بوظيفة إحضار كل ماتعده والدتي الى الشقة . والدتي رفضت هذا الوضع المهين وقررت مغادرة حياتنا , خاصة بعد ان ضربها وهي لازالت في حالة النفاس واساء ضربها ... كان ابي يوقظ امي بمنتصف الليل لكي تعد له عشاء , ثم توقظني لاذهب به إلى شقته لانه يطلب مني ان احضر له كل مايريد من اكل حتى انه في ليلة من الليالي , نفذ الثلج فطلب مني ان اذهب الى البقالة لكي احضر الثلج , كنّا أخر الليل والساعة تشير الى الثالتة فجراً , قالت له امي الوقت متأخر جدا والمحلات مغلقة . والبنت ما يصير تطلع في هذا الوقت حرام عليك , فالتقط ابي عصا المكنسة وضربها وهي حامل فأوجعها , والنتيجة ألـم فضيع في ظهرها بقيت بسببه تأنّ , وبعد اشهر من حمل والدتي وفدت الى الدنيا أختي الصغرى لتشاركنا مأساتنا واسعفها اخي الاكبر الى المستشفى .
كان هذا حالنا وحال ابي تلك الأيام , كرهناه وتمنينا موته , لا زلت اذكر شؤم ذلك اليوم حين استدعانا الى تلك الشقة الموبوءة , انا واخوتي وامي ومعنا اختنا الطفلة الصغيرة التي لم تتم على ولادتها اسبوعين
دخلنا عليه مغلقين انوفنا من الرائحة واعيننا على آلة العود والأكواب التي تحول لونها الى الاصفر, فامرنا بالجلوس ورمى الصغيرة بحجري بكت احدى اخواتي خوفاً منه فضربها حتى كاد الدم يخرج منها فكانت عبرة لنا لكي لا نبكي, بدأت امي الضعيفة المكلومة بالصراخ والبكاء , انتابني احساس لحظتها اننا سوف نعود الى السجن مرة اخرى وليتنا عدنا لسجن ولا سجن ابي الذي دمر حياتنا ,خرجنا بعد ان قضينا بضع ساعات نامت بها خواتي عندما هدا الجو قليلاً كنت خائفه ان نعود للسجن وبين افكاري ان ابي قتل امي او امي قتلت ابي نزلت انا والصغيرة مع الدرج خوفاً من ان اصدم بحياتي وسرت بارجل ثقيلة تقودني على صوت انين بالكاد اميز صاحبه . نظرت الى امي التي تنزف بفعل ضرب ابي لها وهي لم تكمل الشهر من ولادتها وكانت احدى عينيها مغلقة تماماً ولونها مزرق . سألتها : لماذا يفعل بنا ابي هذا ؟ لماذا يضربك ؟ اجابتني بدموعها الساخنة , لن انسى ماحييت حرارة دموعها كأنها لسعات نار تحرق راحة يدي وانا احاول مسحها عن خديها
حزمت امرها وعزمت على قرار لابد منه ولامناص عن تحقيقه وإن يكن الثمن نحن وخاصة تلك الرضيعة التي لاتدري من امرها شيئا
اتخذت أمي معها قرارا صعبا عليها وعلينا وتركت المنزل... بعد ان اوصتني على اخوتي وتمنيت في تلك الساعة ان لو لم نخرج من ذاك
السجن الموحش فلم تكن حياتنا التي نعيشها الا حياة نكد وخوف ودمع لايتوقف , قالت انني كبرت , واستطيع الإعتماد عليك في رعاية اخوتك اهتمي بهم , انا سأذهب الى اهلي , وبرغم محاولاتي وبكائي الا انها كانت تجمع بعض حاجياتها بسرعه دون ان تلتفت لتوسلاتي ونحيبي ربما ... أن جرح امي لن يداويه من وجهة نظرها الا ذاك الحبيب الذي كشف ابي امره في احدى المرات وهي تتحدث معه بالهاتف ودخل عليها دون ان تشعر وهي منسجمة في الحديث معه . كانت تعرفه من سنين طويلة حيث كنا نقيم سابقا , وكان يصغرها بسنوات ,
الى الفصل القادم

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2021, 12:39 PM   #8
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 536

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




رحلت امي بعد ان تركتنا نحن البنات والصغيرة. أسقط في يدي وتناوبتني الافكار والظنون والخوف المميت من الغد .
عهدت اليّ والدتي برعاية اخوتي ومن ضمنهم تلك الرضيعة التي لم تدري بعد ما نحن فيه من شقاء وحظ مكدود وكل ما تبحث عنه تلك الصغيرة ذات الوجه الملائكي ان تجد صدرا يضمها ويسقيها الحياة .
بكيت في تلك الليلة كما لم ابكي من قبل وبللت الوسادة وانا انظر الى تلك الرضيعة التي زادت عدد الضحايا بلا ذنب اقترفوه سوى انهم جاءوا من اب ضاع وضيعنا
ويستمر مسلسل الدموع في طريق الفراشة . والنظر بعيون تمتليء مآقيها بالدمع والخوف من المجهول , حولها اخوة واخوات لايدرون ما يحمله فجر الغد من احداث , تزيد الألـم المــا .
كان الأمر صعبا بل مستحيلا أن ابقى واخوتي في بيت واحد مع هكذا وضع . فلا خروج ولا دراسة ولا حتى نوم هانيء , فما العمل ؟
بعد يومين مع المعاناة والخوف والدمع , وفد الينا اخونا الأكبر زائرا دون علمه بما حصل . جاء من تلك المدينة الساحلية التي يعيش ويعمل بها , وبرغم حداثة سنّـه , فقد هاله مانحن فيه , وتخيلت دمعة حائرة في مآقي عينه على وضعنا القاتل .
واتخذ قراره الرجولي الفوري بالذهاب معه حيث يقيم , جمعنا ما يهم من حاجياتنا واستأجر لنا سيارة , وتحركنا لنصل بعد ساعات الى منزله الصغير المرتّب .
بعد استقرارنا واعتيادنا على الوضع الجديد الذي احببته , كان قد مضى لنا اسبوعا جواره , طلبت من اخي والوضع قد استقر وعرفنا طعم الراحة والعيش الطبيعي , طلبت منه ان يسجلنا في المدارس , ولم يتأخر اخي الحبيب , حيث جاء بأوراق قبولنا من المدارس المحيطة بنا ثم سافر الى الرياض وعاد بملفاتنا وتم تسجيلنا وانتظامنا في المدرسة , اما الصغيرة الحلوة , فقد وضعها بعد التشاور معهم , عند زوجة صديق له ترعاها حتى عودتنا من المدارس , وكأن الله اراد ان يرحمنا ويرحمها ان المرأة متزوجة منذ سنتين ولم تنجب , فوجدت في اختى (سلوى) ابنة لها ولم تمانع بل رحبت شديد الترحيب , ومن الذي يرى اختي ولا يحبها فقد كانت ملاكا في صورة بشر , كنت ارقبها تلك الليلة حين غادرتنا امي وتركتنا نضرب اخماس بأسداس .. وهي تحرك يديها وقدميها وتلتفت يمنة ويسره يفتر ثغرها عن ابتسامة لا يملك من ينظر اليها إلا ان ينفتح قلبه ويضمها بحنان .
توالت الأيام والشهور اعقبتها سنين قليلة ونحن نعيش مع اخي , في وئام وسلام , ومع الراحة النفسية , عادت اليّ صحتي واوردت وجناتي وزاد وزني , حتى ابتسامتي صبغت وجهي الجميل , وبقيت مطمعا للزواج لكل من رأتني من معلماتي بعضهن ترغبني زوجة لإبنها أو اخوها , وكنت اسمع بعض كلمات تدور بالتلميح بين المعلمات اني المقصودة بذاك الحوار .
تتواتر احيانا بعض المعلومات عن أمي حين يذهب اخي لزيارة اجدادي لتلك القرية النائمة في احضان الصحراء , لكنه لم يكن راضيا عنها , خاصة ما يسمعه من البعض هناك عن سلوكها وعصيانها وانها احيانا تسافر وتعود دون ان يعلموا اين تذهب ولمن ؟ وكانت تأتي بأعذار اغلبها لا ينطلي على ذوي الحصافة والعقل , لكنهم لم يستطيعوا منعها فقد اجتمع لديهم ما جعلهم لا يضغطون عليها او يغضبوها , بسبب ما قاسته وعانته في حياتها من احداث كانوا هم شهودا عليها , لذلك لم يكن امامهم بدّا من نصحها ومداراتها دون الوقوف الفعلي على ما تفعل كان خوفهم بحسب التقاليد انها أمرأة ولايجوز لها ان تسافر وتغيب وتعود على هذا النحو , اما ماذا تفعل ولمن تذهب , فقد حرصت ان لا يعلموا بـه , ودونه خرط القتــاد .

القادم الأخير

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية كاملة بقلمي بعنوان ......رجل بدون ملامح..... حسن التازي أبعاد القصة والرواية 6 09-29-2018 03:29 PM
أمينـة ( الجاسوسة الحاقدة ) حلقات مسلسلة سعود القويعي أبعاد القصة والرواية 23 01-18-2013 02:10 PM


الساعة الآن 03:42 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.