أقف على شرفة العمر
وأتأمل أفق الذكريات بـ ألمٍ يعتصر ذاكرتي
سريعة هي الأيام .. مُرهقة هي الساعات حين تبتلع أروع ذكرياتنا
وترمي بنا في مشاغلٍ و اهتمامات أخرى
\
هُنــاك .. حيث البعيد جدا عن الآن
في عقدي الأول من العمر
ذكريات دافئة جدا .. ممتلــئة بـ عواطف بريئة وصداقات متجدّدة
عفوية تصرّفاتنا .. عظيمة هي أحلامنا
أشتــاق لـ رفقاء ذلك العمر
كنّا بسيطين جدا ..
تشاركنا كلّ التفاصيل الصغيرة .. والاهتمامات البريئة
تقاسمنا فطوراً صباحيا .. وتجاورنا على تلك المقاعد الدراسية
غضبنا كثـيرا حين تفرّقت مقاعدنا .. وأضربنا عن الحديث والمشاركة في الدرس لـ حين تجاورنا
كنّـا متعصّبين لـ بعضنا جدا .. نخبئ أخطاء بعضنا .. ونستر التقصير
نسعى لـ الكمال ونحافظ على تماسكنا
تشاجرنا كثــيرا .. وفي كل مرة ينتهي الشجار نُعيد ذات الاسطوانة التي حفظناها – أن الأصدقـاء الحقيقيون هم من يتشاجرون دوما –
فـ نبتسم بـ رضا عن صداقتنا الحقيقية
كنّا أنانيون لـ بعضنا .. فما كنّا نرضا لـ أحد ما أن ينضمّ لنـا ويدخل بيننا
كنّـا نفكـر كثيرا في المستقبل
وكيف سيكون .. ؟
وماذا سيحدث .. ؟
كنّـا نقسم أنّنا سـ نستمر معا .. وسـ نعبر الطريق سوية
وسـ نقضي العمر أصحاباً
تبادلنا الكثـير من الهدايا .. والرسائل
وكثيرا من كلمات الحب التي تكبرنا بكـثير : )
حكينا الكثير عن أحلامنا .. وتقاسمنا دروب الحياة
كنّـا أطفالاً جدا .. لـ درجة أنّنا كنّا نرسم طرق الحياة وتفاصيل المستقبل
بـ أنامل حالمة بريئة
كنّـا نعتقد أن الحيـاة تسير كما نُريد .. وأن الأحلام سـ تتحقق لا محالة
وأن ماتراه أعيننا هو كلّ الحياة .. والوجود
كنّـا صغارا نملك قلوبا تتّسع لـ احتواء العالم
كنّا نحكي عن مغامراتنا الشقية والجريئة
وعن أولـئك الذين يحبّوننـا ونتجاهل وجودهم بـ كبرياء فتيات مصطنع
كنّا نستمتع بـ كلّ شيء
فـ إشراقة شمس يوم جديد .. تبعث فينا أملاً وحبا لـ الحياة
و حقيبة جديدة كافية لـ إشعال الحماس لـ يوم دراسي جديد
و حذاء بـ لون الثلج يحمل أجسادنا الصغيرة بـ برفق يُسعدنا
و شريطة وردية نُعلّقها على رؤوسنا كفيلة بـ أن تُشعرنا بـ أنوثة ورقّة
و قطعة شوكولا لذيذة تملأ بـ حلاوتها الدنيا في أعيننا
:
.
لكـنّنا تفرّقنـا
وتطايرت أحلامنا في وجه ريح الحيـاة القوي
واندثرت طموحاتنا بين الأيام
اختلفت دروبنا .. وابتعدت مسارات حياتنا
ماعُدنا أولـئك الصغيرات الحالمات
كبُرنـا فجأة ..
دون أن نشعر أن العمر يمضي بنا بعيدا عن بعضنا
\
أتوقّف الآن لـ أمسح [ قطرات من الحنين ملأت جبين ذاكرتي ]
و
أتوسّد الذكريات