أرهقتني زحمةُ الأفكار هَممّتُ بتغييرِ دِثارِي
أوِ الهُروبـــــــــ !
بحثتُ عن مُقتنياتي الثمينة
رِفقتي في هجيرِ رحلتي دفتري ... قلمي
وقصاصاتٌ مُبعثرة في أرجاءِ غُرفتي الجامدة !
جمعتُها.... بالذات تلك التي وُشِمَت بتوقيعي
(عينٌ باكية)
خرجتُ من المنزل وأحكمتُ اغلاق عالمي الصاخب بمفاتيح الأمان
ومضيت...
مشيتُ في طرقات المدينة
أدهشني وجوهُ المارّة
تسكٌنها...التمتمةُ... والشرود ....
مضيتُ على عجلٍ مِن أمري إلى حيثُ قطار الزمن
سألتُ عِن انطلاق رحلة المُغادرة
ولكن إلى أين ؟
أجهلُ وجهتي!!
اشتريتُ تذكرة....بلا هوية ...
قلت وبدون تفكير ...إلى أي موطنٍ ...رحيــــــــــــــــبٍ ... هاديء
جلستُ على أحدِ المقاعد وعيناي تراقِب ... وفكري سارِح
لمحتُ ....أحدهُم
شدّني تثاقُل خطواتِه يجرُ من خلفه ظِلّهُ المُتعب .. وحقيبة بالية
جلس على بُعدِ خطواتٍ ... مُقابلي
فتّش في جيبهِ ....
سيـــــــجارة ...أشعلهــــــــــــــــا ...
أخذ يزفرُ دُخانها...بِكل قهرٍ.... وكأنها حُمم ٌمِن الآه
راعني ... اِلتفّتْ أفكاري حولهُ
حاولتُ الإختباء خلف الجريدةِ وتملُّص نظراتي بين الفينةِ والأُخرىُ
أُعلِن موعِد ُرحيلِ القطار
هممتُ بحقيبتي... وأسرعت
وما أنَ رفعتُ نظري وجدتُّه أمامي !!
تسمّرتُ للحظـــات ...
سألني : إلى أين وُجهتُكِ ؟؟
أطلتُ النّظر ...
وعلامات الإستفهامِ ... طــــــــــالت ...
استطرد قائلاً:أنا أتوجّهُ حيثُ الشرق ...
قلتُ : عُذراً ... تختلِف وُجهُتنا
أنا للغروبِ ....أقربَ !!
همسَ قائلاً :هلّي في الغروبِ مِن فَيء ؟
مدينتي لاترى نورُ الشمس وجعُ البردِ يسكُننُي
قلتُ : بِغباءِ الأَذكياءِ هامِسةً ...
بجانبي مقعدٌ خاوي والطريقُ طويل وأخافُ وَحَشةَ الأسفار
تمتم ... بِلُغةٍ صامِتة !
أستقلّ نفس المقطورةِ ... جلسَ بالمقعدِ المُجاور
انّطلقت صَفّاراتُ الرحيلِ حيثُ الغروبِ المجهول!
,
,
لم يزل على حالِهِ يصُبُّ جام همِّهِ في سيجارتهِ المسكينة
وأنا ....
أُخفي دمعي أمسحُهُ بِطرف مِعطفي كي لاتراهُ العيون
السكونُ يزأرُ في الأرجاء
والتردُّدُ يدورُ في دواخِلِنا
والحيرةُ تلُفُّنِي.... والصمتُ يحتويهِ
حاولتُ إحداث شيءٍ مِن الفوضى ... أخرجتُ دفترِي ... أمسكتُ بقلمي
بدأتُ أدوِّنُ اللحظة ...وَ ...الهمسة
فـــــــــــــــــــاق مِن شُرودِهِ !
توجّه بِنظرهِ نحوي .... نحو الدّفتر ،
قــــــال بـِــــــــــــــألم : كنتُ أرسُمُ خرآئطَ بِلا حُدود، دوائرَ فارغة،
كنتُ أكتب كلماتٍ بِلا نِقاط
كنتُ ولا زلتُ أبحثُ عَن هوِيّة
عن وطنٍ يلُمُّنِي
سخّرتُ طاقاتي.... منحتُ كُل ّمخزونِ عواطفي
لم أضع بِحُسباني إغتيالُ اللحظات وذوبانِ الأُمنيات وانكسارِ الأحلام !!
أخذ يسرُدُ حكايتهُ دُونما وعيٍ .. وانّتهزتُ الفُرصةَ وبدأتُ أُدوِّنُ أوّلَ صفحةٍ مِن مُذكّراتي
مع ذاكَ ...الرَجُلِ ... ذَا الظِلِّ المُتعَبـــــــــــــــْ
نازك