ماذا لو كنت خائنا!!
شيء مقزز هذا..تستنفر منه المروءة
تستهجنه النفوس الأصيلة..أليس كذلك؟
حين يوجه لك أحدهم إنك خائن..أو خنته أو إنك غير مخلصا له..ماذا سيكون ردك.. هو الدفاع بلا ريب .وتوضيح الصورة إن كان بها لبس ما..حسنا جيدا ذلك.
ما أنت بقائل حين يكون إصبع الاتهام هذا موجه منك إليك؟!!..أي أن يكون باعثه من داخلك ..نفسك المتوارية خلف أقنعة يتطلبها منك واقعك..لتسعد هذا..وتكون كما يريد الآخر منك أن تكون . مع شمولية هذا الآخر إن كان أبا , زوجا , مجتمعا , قبيلة أو عادات تجرم صاحبها إن حاد عن طريقها.
إن خيانة الذات من أقبح أنواع الخيانات . ذلك لأنها تقيد طاقة صاحبها وكأنها وضعت الأغلال عليه حتى لا يخرج في الصورة التي تناسبه . مراوغة وتدليسا !! . يغيب ذاته , أفكاره الخاصه به حتى تغور في أعماقه لتبدو له كحلم أو أمنية يمني النفس الوصول إليها . وهو في الحقيقة من سعى لبتر ساقها وجعلها تنزوي في ركن بعيد يراها بعين الحسرة أو الأمل .
ماذا سيحدث حين نعمل ما نريد أن نعمله نحن ؟!! هل سنخسر شيء , وما قيمته أمام خسارة ذواتنا نحن ؟!!
لا أبالغ حين أقول ومن واقع مشاهدة ومعاينة لكثير مما صادفت في حياتي , وقد أكون إحداهن فعلاً .. أن كثيرا منا لو بحث في أعماق ذاته لوجد لديه مناجم لم يصل إليها بعد .. أو أهملها حتى غارت في أعماقه وعلاها كثبان من التناسي والإهمال .. ماذا يحدث لو نفضت هذا كله وبدأت بتنقية أفكارك وسلوكك بحيث يكون ما تفعله يشف عما بداخلك بوضوح .. دون الخوف من رقابة الآخرين أيعجبهم ذلك أم لأ .. وتربح ذاتك التي هي بكل تأكيد طريقك لكل كسب الآخرين مدى الحياة .
حين ترغب أن تكون مثلا فنانا بارعا في التصوير أو غيره من المجالات الفنيه .وتواجه بالرفض لهذه المهن من قبل مجتمعك لعدم توائمها مع عاداتها أو مع الصورة التي يحسب لرجالها أن يكونوا عليه وتجد الهجوم من قبل والديك أو أقرب الناس إليك أن وجاهتك في الطب .ومركزك الذي سيرفع رأسك ورأسنا هو هذا لا هذا وغيرها من المقارنات المجحفة .تجد نفسك دون وعي تبحث عن الطريق الذي يجعلك في محط أنظار الآخرين ورضاهم . سواء أكانت هذه رغبه حقيقيه أو لا..وربما تكون لا تدرك أو لا تع إن هذه ليست رغبتك وإن كنت ذهبت بنفسك لهذا الطريق . فالفكرة التي طبعت في ذهنك هي ثقافة مجتمعية تسلطت عليك دون وعي فأخذت بالعمل بها رغبه في بلوغ النجاح الذي هو مطمع ومطمح لكل إنسان..ومن هنا تظن إنك تسعى لسعادتك في حين إنك تسعى لسعادة الآخرين
مخرج:
حياتنا كخشبة المسرح ,نحن أبطالها. نمثل فيها الأدوار التي تعجب الجمهور المتلقي وتجعله يصفق لنا بحرارة حتى وإن كان هذا الدور لا يمثل حقيقة ذواتنا . وما نريده نحن بالفعل.
كم نحن ممثلون بارعون في تمثيل الأدوار .. بئس الحياة تلك
8 /3 /1433