منذ أول ظهور للكتابة المقاليه عند العرب على يد العالم والأديب البغدادي(ابن الجوزي) في كتابه
(صيد الخاطر) الذي يتضمن قطعاً نثرية قصيرة تدور حول شؤون الحياة والمجتمع والدين وهموم النفس وأتى من بعده بسنين طويلة كتاب اثروا الساحة الأدبية في كثير من الصفحات إلا أنها من بعد تقدمها تراجعت كثيراً بسبب فقر الكتاب في طرق مواضيع تلامس جروح مجتمعهم واستفردوا بكتابة مقاله ذاتيه فيها كثيراً من الدش وفقراً في المعنى وركاكة التركيب وضعفاً باللغة .
فهذا كاتب في إحدى المطبوعات الصحفية يتكلم كثيراً عن نفسه ويصف رحلاته المكوكية وكأنه الوحيد الذي يسافر على متن الطائر المهاجر ،
وهذا كاتب يصف لنا رحلته بداخل الطائرة وتفاصيلها المثيرة وكأنه يتقمص شخصية بروس لي، وكأننا ناقصين إثارة يكفينا العربية والجزيرة ومسلسلات القتل والخطف والتهديد والمسرحيات المحبوكة التي تصبُ في آذان المشاهدين
ماعلينا نرجع لمحور حديثنا
فليس من المعقول أن نشاهد كاتباً تراه بصورة يومية يكتب في صحيفة وكأن أفكاره لاتنضب ماشاء الله تبارك الله
فبعضهم لدية فكرة بسيطة يكتب عنها في ثلاثين سطر ويأتي في آخر المقاله بجملة بسيطة يذكر فيها:
اعتذر لضيق الوقت واكمل مابدأناه غداً فانتظروني..!!
ياسبحان الله كل الكلام السابق الذي ذكره لم يكفه لقول مايريد وفكرته أصلا ماتحتاج خمس اسطر ولكن لأن (ماعنده سالفه) بالأساس استخدم طريقة الحشو حتى يضيع الفكرة ويشتت القراء ويمارس أسلوب التهريج والإسفاف
يقول الدكتور هاشم الجاز الامين العام للمجلس القومي للصحافة :
""العمود الصحفي هو شكل من اشكال المقال: وعنده وحدة موضوع وعدد كلمات لكن ما يكتب الان في الصحف (وهو هنا أختصها بمجال محدد بالرياضه وأنا أُعممها) عبارة عن (خواطر) فالعمود الآن فيه التحقيق والخبر والتحليل واشياء كثيرة.. وهذا ليس بعمود صحفي.. كما انه لا بد ان يكون كاتبه ذو صلة بالوسط ..
ويقول: العمود شكل من اشكال المقال ولا بد ان تتوفر الخبرة والدراية والمعرفة لكاتبه ليقوم بدور النصح والارشاد والتوجيه.. وهو تجربة شخصية ومن الواجب ان يتضمن موضوع واحد.. وكما يقول المثل (فاقد الشيء لايعطيه) فمن يفقد العناصر المطلوبة لايستطيع ان يكتب عمودا بكل عناصره.
ويضيف : اذا حاولنا تقييم الاعمدة الموجودة في الصحف الرياضية (وأنا اعممها في جميع المجالات) الان فان 80% منها عبارة عن (خواطر) وفي كثير من الاحيان دعابات او تهريج لما تحتويه من الفاظ وعبارات.. او عبارة عن بانوراما بعيدة عن الشكل الصحفي المطلوب..""
فمنذ فتره كنت اتحدث مع صحفي بجريدة ما وكنا نتناقش عن هذه المسألة فقال لي يابدر إنتهى زمن المقاله الأسبوعية حنا في عصر السرعه والكم حتى في المقالات وزوايا الكتاب فعلى قد دراهم المطبوعة الفلانية ترى مقالات حتى لو يبون نكتب لهم بالصبح والمساء ماعندنا مشكلة (وهو هنا يتهكم على كتاب المقالات ويسخر)
فإلى متى الإستخفاف بعقول القراء وإلى متى يظل الغث يغزو صفحااتنا وعقول المتلقين..؟؟
الله أعلم
بقعة ضوء:
اسماء محمد عينه وجوهره ثمينه جدا للقلم الجرئ الصريح المعاكس لتلك العينه التي غزت صحافتنا
ولأن القلم أداة حاده يُقطع به الظُلم وتستردُ المظالم عن طريقه لابد من تسليط الضوء على هذه الكاتبه النقيه :- كاتبه في صحيفة عكاظ.بـــ زاوية(وطن الحرف)
هو وطن لهذا القلم الشامخ ..اسم ارتبط بالسمو فكان الإسم مشتقا من ال`فعل سمى يسمو سمواً...والفعل يدل على الــ روح الطاهره...!!
أسماء المحمد..ظل يردده الكثير من حاملي هموم الحياة وقساوتها...فوجدوا في زاويتها المتنفس ..وجدوا في زاويتها ماكانوا يبحثون عنه..فبعد أن أُوصدت بأوجههم الأبواب ...وأُغلقت المنافذ....وسُدت الطرق...لاح لهم أمل ...ودرب يُوصِلُ أصواتهم للمسؤولين....!!
أسماء المحمد التي كتبت أكثر من 15 مقالا في البطالة وهموم الخريجين والخريجات....نصيرة بعد الله من لاناصر له في وقت أصبح الإعلام وسيلة لصوت الحق ولكن...كثيرا من الأقلام ..لم نسمع صوتها عن هؤلاء...واخذت تتفنن في سرد حكايا خياليه أقرب منها إلى الحقيقه ..ومنهم من يكتب عن ذاته حتى حسبنا أن زاويته ملكه فقط...
إن اسماء المحمد
التي قالت عن وطنها وطن الحرف الذي وُلد في عام 2009
((مساحة بوح حملتها قوارب إبحاري الصغيرة إلى عوالمكم، شاركني قلقي على تفاصيلها جنود مجهولون يراقبون ويعيشون رحلة خط الإنتاج منذ استلام المقال حتى يرى النور، اختلفنا أحيانا تطايرت الكلمات والاحتجاج على حجب كلمة أو فقرة وهم دائما في مرمى النيران يتصدر شكرهم هذا اليوم ولهم غامر الامتنان، لا أنسى شكر الزملاء من إدارة تعليقات قراء «عكاظ» الإلكترونية.
لمن شجعني من شخصيات المجتمع رجالا ونساء وقدم اختلافا أو رؤية نقدية، ولمن أورد اسمي ضمن باقة كاتبات وكتاب يتابعهم أرجوا أن أكون منحتكم إطلالة تستحق الاستثناء))
فإبتداءا من تاريخ 13/06/2009
ظل قلمها ينير الصفحات ..ويبعث الأمل..وإلى الآن ومازال لنورها بقية ..وضياء ..تلتمسه الأنفس ...وتحرص على مشاهدة أحرفها الأعين ...وتحتضنة القلوب ..فسالت كثيرٌ من الدموع لأجل حرفٍ كُتب منها لامس جرحا..
ومافعلته قبل فتره بإحتفالها بتعيين خريجي كليات المعلمين إلا شاهدا على نقاءها ...وإيمانا منها بان الفرح والوظيفه من حق الجميع...
هذه هي النقاء أسماء المحمد والذي احرص على قراءة زاويتها كل صباح وارتشف من احرفها واقتبس الأنوار...
أسماء المحمد ياسادة حرف نادر واسم يصعب على الكثير التشبه به ...
دامت لنا أسماء للنقاء
دامت لنا اسماء للسمو
دامت لنا اسماء نصيرا دائما لمن ارهقته الحياة فلم يجد متنفسا وصوتا لإيصال المعاناة...
ومضة:
الصحافة كما قيل تُصيب الأديب بكسل عقلي
بقلم الحربي بدر