بسمك اللهم
بداية ...
ليست كلماتي او قصصي ... سوى هذيان .. قد احيا بعضه .. وقد لا ... هذيان ..قد يأخذني لان احيا دور الضحية ... كما وصفني البعض
ولكن .. تبقى كلماتي .. مجرد خربشة .... اشوه بها ... بياض صفحاتي
-------------------
المكان .. ساحة المطار
الزمان ... زمان غير هذا الزمان
" بلهفة ما بعدها لهفة .... ركب سيارته ..... واتخذسبيله اليها
انه اول لقاء بها .... وقد يكون اخر لقاء ... فهو لا يعلم ... ايطول به العمر ليراها ثانية .... ام ان القدر سيحرمه ذلك ... فالحرمان .. كان هو نهاية كل ما احبه في تلك الحياة
طو ي الطريق ... لا يعلم كم من الوقت اخذه ليصل الي مكان اللقاء
هبط من سيارته ... وبخطوات متثاقلة .... اخذ يخطو نحو مكان اللقاء
" امسك بهاتفه ..... اين انت ... ابحث عنك .... ردت بصوتها الحنون .. قف مكانك ... سأجدك ...فقط ... قف مكانك
تسمرت قدماه .... فلم يدرك ما يفعله سوي ان يبقي مكانه ... حتي وان لم تحضر ... فسيبقي بمكانه ... فهي حلم ...تمناه منذ الصغر .. فكيف يتركها ويرحل
لم يستطع الوقوف ساكنا ... تاهت عينيه بين وجوه المتواجدين .... الي ان سمع همساتها ..... وهي تناديه بأسمه
بألتفاتة يدفعها الشوق .. نظر اليها .... عجز لسانه عن النطق ... صمتت كل الكلمات ... مد يده نحو يديها ... ليصافحها .. ويرتوي من نبض وريدها ....
لم تنطق الكلمات .... بخطوات متوازية ... اخذهم المسير .. بلا هدف ... بلا وعي ....
اجلسها ... وظل واقفا ..... يرتوي من نظرات عينيها الحائرة ...
تلك النظرات التي تحاول الهروب من نظراته ...
جلس بجوارها ... وهو يستنشق عطر انفاسها ..... ويملأ عينيه من تلك البسمة .. التي حاولت ان تواري بيها شوقا يضاعف اشواقه
امسك بقلمه ....
وفي احد الوريقات كتب اليها ...
حبيبتي ... اياك ان تضيعي لحظة ....وهبها الزمان الينا ... لتبوحي بما لديك ... لتبوحي بما تكنه نفسك الي .. لتبوحي بحبك .... فأنا احتاجك ..واحتاجك .. واحتاجك
بنظرات تفتقد الى صوابها .... تحدثت اليه .....كان شتات من حروف .. ورغم هذا ... فلقد علق كل حرف نطقته في فكره ...
احتفظ بكل حروفها ...انفاسها ... بسماتها .. نظراتها .. بداخله ... فهي رصيده من الذكريات ... حتى يجمعهما لقاء اخر
امتدت يده اليها ببطئ .... ليلمس اناملها .. لينعم بدفء يديها ... ولكن ... اوقفه الخوف ... خوفا من هروبها .... فهي تخاف اللقاء .. تخاف الحب ...تخاف ان تنظر اليه....
مر الوقت .... مر دون ان يشعرا به .... وبعد قليل كان او كثير
استمعا سويا .. لصوت المذياع ... يعلن ... عن موعد انتهاء لقائهما
نظر اليها ... نظرة شوق .... نظرة رجاء ... لتهمسي بها ... فأنا احتاج لتلك الحروف الاربع ..
اراد ان يضمها في احضانه ... اراد ان يحتفظ ببعض انفاسها في جوفه ... ارادها .. وارادها ....
ولكنها .. بقت .... تائهه .....
فأقترب منها .... اراد ان يهمس في اذنيها " احبك " ..... ففرت من حبه .. فرت من حروفه .....
نظر اليها والحسرة تملأ قلبه .. وتابعها وهي تسير بعيدا عنه .... ترحل دون ان تهمس بكلمة .... رأها .. وهي تبتعد .... ومع كل خطوة تخطوها .... احس بقلبه ... يفارق جسده .... روحه ... تتبع حبيبته .... احس بالموت يسكنه
وجد كل من حوله .... ينظرون اليه نظرة يملئها الشفقة.. احس بشفاههم تتحرك مواساة له ....
غابت عن اعينه ..... ولكنها لم تفارق قلبه الذي عشقها
وجد نفسه يفارق ساحة الانتظار ..... ولكن
دبت الروح في قلبه مرة اخرى
نظر حوله ....... فأذا بوجهها يشرق عليه مرة اخرى ....
نعم كانت بينهما مسافات ... الا انه احس بها .. احس بذلك الشوق الذي يملأ عينيها ... احس بمشاعرها التي حاولت ان تواريها عنه ... احس بحبها الذي ظنته يوما ضعفا ... تتهرب منه
نظر اليه... وبصوت خفي اخبرته " احبك "
احسها بكله .... احس بأن كل من حوله قد استمع اليها .. رغم ان صوتها لم يصل اليه ... رأى تلك الشفاه .. وهي تنطق بها ....
وجد كل ما حوله يبتسم له ... بعد ان كانت العيون تدمع لحاله
نظر اليها .... وهي تردد ... احبك
لم يتمالك نفسه من السعادة... ولكن اي سعادة
فلقد حان وقت الفراق
تسمرت قدماه ... الى ان غابت مرة اخرى عن العيون ... بقى ... فقد اخذه الامل في ان تعود مرة اخرى .... لتلقي بنفسها في احضانه ...
ولكن مر الوقت ثقيلا .. مر دون عودتها
ترك مكان اللقاء ..... وحبها يسكن قلبه ... تركه بعد ان صار عاشقا لها ...... تركه بعد ان كتب بدموعه التي لم تراها عهدا .. بأن يحيا بحبها .. ولا يفارقه ابدا
ترك هذا المكان والامل يداعبه .. في ان يلتقي بها مرة اخرى ... يلتقي بها لقاء .. لا فرا ق بعده
بقلمي
عادل