مذاهبُ العلمِ الجديد
*****
كُنتُ صغيراً على بابِ عِلمي ،
وطولي كانَ قصيراً وقلمي ،
ولا أسعفني حنيني يوماً ،
ولا أسعفني سيلُ العبارة.
*
بيومٍ غريبٍ أبي جاءني ،
كذا قبَّلني وقد خصَّني ،
ببعضِ النقودِ وقد ساقني ،
إلى الفصلِ وحدي فما همَّني،
وجاء المُعلَّمُ قال اجلسوا ،
وأوصي بألاَّ نشيع الإثارة.
*
ألفٌ وباءٌ تلك البداية ،
ألفٌ وميمٌ كلُّ الحكاية ،
هذا قلبٌ وتلك رواية ،
هذا وتلك اسما إشارة.
*
جمعٌ وطرحٌ وتلك علامة ،
وضربٌ لعددٍ دون ملامة ،
ونقسم حتى تحلَّ السلامة ،
وصِفرٌ صغيرٌ عالٍ مقامة ،
وتلك صديقي أصول التجارة.
*
اقرأ خلفي مثلما أقول ،
كلاماً رقيقاً يُذيبُ العقول ،
فذاك كتابٌ وهذا الرسول ،
نبيُّ السلامِ ومَعَهُ البشارة.
*
هذا حلالٌ و ذاك حرام ،
ويبقى الدينُ أساسَ النظام ،
ولله اسمٌ يسمَّى السلام ،
نبغي رضاه ونرجو وقاره.
*
وقالوا كلاماً كثيراً جميل ،
كيف تكون المعاني دليل ،
على نقش قومٍ وسهرٍ طويل ،
علمٌ وفنٌ وعِرقٌ أصيل ،
تبقي لدينا أساس الحضارة .
*
و الأرض تبقي في العلمِ كوكب ،
تدور بشمسٍ وأنا مُعجب ،
وأضربُ كفِّي كثيراً وأقلب ،
لما قد رأيتُ بحُسنِ العِمارة.
*
وحول الأرضِ يسري قمر ،
بكونٍ فسيحٍ رهيبِ الصور ،
يطلع دوماً بليلِ السهر ،
وذاك القمرُ العجيبُ حجارة.
*
وقالوا قمرٌ له ألفُ حال ،
فيومٌ محاقٌ ويومٌ هلال ،
ويبقى بدراً ليومٍ وحيد ،
يوزِّعُ خيراً ويُعطى ظلال ،
يُدندنُ لحناُ فوقَ قيثارة.
*
كنتُ أحاولُ أن أتخيَّل ،
كيف القمرُ للشمس قَبَّل ،
وكيف ينيرُ وكيف تسلَّل ،
نحو الحيارى وأرخى ستارة.
*
ومرَّت سنينُ صبايا سريعاً ،
وصرتُ طويلاً جميلاً وديعاً ،
أحمل فوقَ جبيني علمي ،
وحُلماً غريباً أصيلاً بديعاً ،
يسيرُ بقُربي وأمشى جواره.
*
وحين رأتكِ عيون المساء ،
وصوتُكِ يعلو نحو السماء ،
تفتَّق ذهني لفكرٍ غريب ،
فغيَّرت ُ كُلَّ علوم الفضاء ،
ودوَّنتُ عِلماً وأنتِ شِعاره.
*
هيَّا لأقرأ فيكِ الكلام ،
واُنشدُ عنكِ عيوني الغرام ،
فهذا السطرُ الجميل يقول :
بأنِّكِ وحدك من تملكين ،
جواز المرورِ لعلمِ اليقين ،
وتبقين أنت حبيبةَ عُمري ،
ستَّ الدنيا والعالمين.
*
وهذا السطر الثاني يقول :
بأنَّك قمرٌ وفيكِ القصور ،
وكلُّ الأرض عليكِ تدور ،
وكلُّ النساء وكلُّ الرجالِ ،
وكلُّ الكواكبِ كلُّ العصور .
حتى النجوم رفيقة قلبي ،
والشمسُ والعصفور الصغير ،
حول عجائبِ دُنياكِ أنتِ ،
باتت تُغنِّي وأُخري تسير.
*
وباقي الكتاب يصيحُ ويحكى :
بأنَّ لديكِ عِطرَ البشارة.
وبين جفونك كلُّ الإثارة.
وفوق الصدرِ كنزٌ غريبٌ ،
زاده الله حُسن استدارة.
وخلف الظهرِ شعرٌ طويل ،
يفقه كُلَّ أصولِ الحضارة.
فأنت النورُ ،
وأنت الحضارة.
وأنت العطرُ ،
وأنت البشارة.
وأنت الحب ُّ ،
واسم الإشارة.
وأنت اللحنُ ،
وأنت القيثارة.
تلك مذاهب علمي الجديد ،
وقلبُكِ يبقى حُلمي السعيد ،
ولا خاب يوماً من استشاره.
***
د / عمرو الساهرى
من ديوان : حبيبتي والعالميَّة
2007