تَقولُ البنتُ صاحبةُ السنينِ الخمس
أنا قررْتُ يا أبتي
فأبتسمُ
وأسألُها
وماذا أنتِ قررتِ؟
تقولُ بصوتِها الخافتْ
وقد همَّتْ بوشوشَتي:
أريدُ الآنَ يا أبتي
يُتوِّجُني سُليمانٌ على مُلكِه
ولو ساعة
أُجرِّبُ فيهِ مِنسأتي
ويُعطيني لعشرِ دقائقٍ عنهُ
زِمامَ الريحِ والجنِّ
أُسخِّرُهم بمملكتي
يُعلِّمُني بِلطفٍ مَنطِقَ الطيرِ
ليفهمَ بعضُنا بعضًا
وتُصبحَ مثلَهُ لُغتي
وأُرسلُهُ ليأتيني بأخبارٍ
لأعرفَ كيفَ صارَ الحالُ
بينَ فصولِ مدرستي
وأمرُقُ بينَ وادي النملِ ضاحكةً
وأحملُ قطعةَ السكر
وأسمعُ ضحكة النملات
فأحضنُها وأُطعمُها بمعرفتي
ويُصبحُ عرشُ بلقيسٍ هنا تحتي
وأجلسُ فوقَ هذا العرشِ أختالُ
ولي جُندٌ وحُراسٌ يُنادوني بمولاتي
لكِ العرشُ الذي شِئتِ
وأجمعُكم هنا في البهوِ يا أبتي أُشاورُكم
ولا أحدٌ يُناقشُني
هنا في الأمرِ واللهِ
لعلي بعدَها أجدُ
هنا حلاً لمشكلتي
(فماما) تشتري الفستانَ من (زارا)
و(كيمو) يشتري الكوتشيَّ من (بوما)
وأنتَ تشربُ القهوة
وتُشعلُ عُلبة التبغِ
وتسعلُ بعدها رئتي
ونأكلُ عند (كنتاكي)
وبنتُكَ تشتري (باربي) وفستانًا
وأرتقُ نعلَ أحذيتي
أتعرفُ مَن سليمانٌ؟
وهل عندك
هواتفُهُ؟
أنا واللهِ لن أسكتْ
فقد طالتْ هنا في البيتِ ضائقَتي
فقلتُ بحنكةِ الأبِّ أُداعبُها
وإن كانَ سليمانٌ علينا لا يُريدُ الرد
فماذا أنتِ فاعلةٌ..
أيا بلقيسَ عائلتي
رَمتْ في التوِّ مِعطفَها حقيبتَها
وبصَّتْ لي هنا شزرًا
وقالتْ لي مُعاتبتي
وهل (عمو) سليمانٌ سيرضى لي بأن أغضب؟
ألن يأتي هنا حتى يُقبلَني
ويعتذرُ لتهدئتي؟
للمبدع عبدالعزيزجويده