بسم الله
" حالة "
ارتجاف القلم بين فكي كف . . كاتب . . يوحي بـ عظمة ماسينزفه من مداد على
وجه البياض ، أو يدل على حالة عصيبة من التوتر الفكري في رأس صاحب ذلك الكف .
وفي أحيان . . ليست بالقليلة . . وليست بالكثيرة أيضاً. .
تكون برهان واضح على خوف وارتباك الكاتب مماهو بصدد كتابته – ربما خوفاً من التقصير – .
تلك الحالة . . أراهنكم . . على أنها قد حدثت لـ الكثيرين
ممن يكتبون بصدق وعفوية وعمق فريد . . قليلاً إن لم يكن كثيراً .
لذا . . نجد من تتلبسهم تلك الحالة . . يضعون في نصوصهم على الأقل . .
لبنة من الألماس في قصرٍ كل لبناته من الياقوت .
" جسد "
السأم . . حالة شبه نهائية لسلسلة الملل الطويلة . .
ولـ تلك العاصفة من الشعور ( السأم ) قصة سرمدية في عقلي المتأجج . . تحليلاً .
سئمت كوني إنساني المشاعر والتصرفات . .
ورغم تلك السلسة من السأم التي تقيد معصمي طبيعتي . .
إلا أنني لم أجد نفسي مطلقاً في وحشية الذئاب . .
متيقنٌ أنا من علاقة ذلك بطبيعتي البدوية . .وتربيتي القروية .
السأم في هذه الحالة . . هو تعبير عن تيارات معاكسة من الأفكار والمشاعر لواقع مرير
يُشع زيفاً . . ومحاولة بائسة لـ رسم وشوم من حقيقة في عمق روحٍ متألمة . .
سأمي ذاك لايعني كرهي لـ طبيعتي البسيطة
ولكنه دوامة من التفكير أشبه ماتكون
بـ قصة حاكمٌ عاقل يحكم مدينة كل من يقطنها مجنون . .
فيعيش في صراع كما أعيشه بين البقاء بـ عقله بين تراكمات الجنون / وحشية الذئاب
وبين العقل / التصرف الإنساني . .
لاأستطيع أن افعل مثل مافعل الحاكم واشرب من كأس العالم المحيط بي / المتوحش لأسايره .
فـ علاقتي بـ إنسانيتي . . كعلاقتي بـ حياتي . .
كلانا لايستطيع الاستغناء عن الآخر إلا في مواجهة الموت . .
**زوبعة التفكير المحيطة بعقولنا حول من منا على الصواب ؟. .
هي جبهة حرب مع المبادئ المتأصلة في عقولنا وقلوبنا
ومتى ماقررنا الاستغناء عنها فـ نحن نعترف بالهزيمة أمام جنون الآخرين / وحشيتهم .
" حقيقة . . عميقة "
حُبي لكِ سيدتي . . تحكمه مبادئي في كل اتجاهاته . . لـذا لايساور الشك عقلكِ الأنثوي . .
في احتمالية أن اتخلى عن تلك المبادئ تحت أي ظرف وبأي زمن . .
(لم يُذكر يوماً أن الذهب صدِأ )
"صلاةُ . . قلب "
على كل غصنٍ من أغصان شجرة روحي المثمرة بـ حبكِ سيدتي يقف عصفوراً من شوق . .
يشقشق بـ آهاتي . . ولهفتي . .
وأنيني تحت وطأة جدب أرض تلك الشجرة من ماء الحياة في وصلك . .
في كل يومٍ . . يخرج من قفصي الصدري . . شيخٌ عجوز . . أنهكته سنين حبكِ السبع . .
لـ يستسقي وصلكِ . . فيركع ركعتين . . في محراب الرجاء
ويردد . . دعائه المعهود :
" إلهي . . وقد اجدبت أرض الوفاء من الوصال ، وانقشع عن أشجار الحب لحاء اللقاء ،
وتساقطت أوراق الانتظار على أرض الجدب المحال . .
ولا رب سواك فـ أرجو عطفه ، ولاإله غيرك اجلس القرفصاء على بابه أتوسله وأطلبه . .
اللهم اسقني غيث وصالها ولا تجعلني من القانطين
اللهم غيثاً مغيثا . . سحاً غدقا . . لاينضب بـ ظرف ولا يوقفه صرف
ولا يحجبه إلا أمرك سبحانك "
ثم يمسح وجهه الشاحب جدباً بكفيه المثقلة حزناً على فراقكِ سيدته ويعود مثقل الخُطا
لـ سجنه المتغلغل بين أضلاع صدري المملوء صدقاً ووفاء لكِ وبكِ .
" نهاية حتمية "
سيدتي وإن سلبني إياكِ القدر . . سأستشعرك لـ بقية حياتي . . بعيداً عنكِ
لأني لاأزال احيا بـ مبادئي . .
فـ التمسي لي العذر في جنبات ماتحتفظين به لي من حبٍ ووفاء .
.
.
.
( احتراماتٌ . . مطلقة )
سعـد