حين كنت صغيرة ترنو للبعيد
و كل شيء جديد
ابن الحارة الذي صفع صديقه لأنه عاكسني
أعجبني جدا، أخجلني
و من عاكسني، لم يهرب،
بل طخطخ معترفا بالذنب معتذرا واجهني
أيضا أعجبني
حين كبرت،في السوق أثرت زوبعة الألوان
صرت بهرجة و جنان
لو صار بمقدوري أصبح بستانا و طيورا و فراشات و أغصان
و بلون المطر و انتعاش الهتان
إلى أن حصدت جمعا لاحظني
و عرفوا مقصدي،و أنا أعرف كل خيوط اللعبة
من راهنني ، من سيدهم ، من أقهره ، من بارزني
و لتناغمنا أسعدني
من باغته و باغتني فشده و أغلظ عليه كأنما
قطع الفرحة ، ما أبشعه ، ما أوحشه في حضارتي الألفية
ما أتعسني به ، يا للقرف ، عديم الذوق و الاتيكيت
و المعجب بي الصادق الهاديء، ابن العصر فارسي الملهم تابع عطري
عاشق شعري المسدول..ويح قلبي ، أوواهات
لما هرب كالريح أدهشني ما زال و تركني حتما
يختبر السهم في صدري ، لا طبعا،
نشبه بعضنا حين تلاقينا من اول وهلة
أقرأ أفكاره و رسمت له حياته ، نعم نعم أكيدة أنا
ذكية و لست غبية كالسوداوات
خفيف الظل مطلب عمري
نشيط ، مفتول العضلات صحيح
الصحة كشعره الوثاب قنفذ روحي صلبا شديدا مثله
أدركت فارسي كم لو أنا معه سيجعلني
في صحة مثله خفيفة كالريش منعمة في فرادس فسيفساءه اللا منتهي
آآآه ،،يا للحظ و يا لقهر الحسودات
حين طلته ورغم العذال هناك طالني
...
حين كنت صغيرا
أحببت معلمي وجها بريئا سيدا
قد بدا، نلتف عليه الأطفال
أجيالا تتبع أجيال
يفرح لو أرقص كل ثانية
مع ألف سؤال
كالنحلة شبهني و فتح لي المجال
و أبي و أمي من ضاقا بأسئلتي صمتا و حنقا
زجا بي إليه و أخرساني كل مرة :
المعلم هناك ..دفعوا له الراتب ذاك المحظوظ المحتال المختال
أأوووف أطربنا بصمتك ..مشغولون متعبون ..لا صبر لنا ، لا احتمال
وفر أسئلتك ، هيا كل نم ، اذهب و تعال ، كإبن نعشقه مؤدب بار ممدوح
من الجميع صامت ،
يفعل ما يؤمر دون سؤال و لا يصيح و لو ضرب بالنعال ..فهكذا تربى البغال
و نريدك بغلا جحشا يحتمل الأثقال بلا أن ينبس: بق ، أو أف، فهذا عيب و الله المتعال :
قال لا تقل أف ،، و المعلم للأطفال و الأجوبة
ألا يكفينا مزرعة ننثركم يمنة و شمال
يا للأثقال . لا ينقصنا إلا أن نحترم الديدان و نرخي لهم سمعنا و نحن كبار ..يا حمار يا صرصار.
بعد هذا أحببت معلمي سنينا و شهورا طوال كما لم أحب أحدا بقدر ما احتجته و ضمني إليه رعاية و تعليما
أكثر من أمي الولوالة آلة تفريخي و أبي المثقل في رزقي مشكورا يحتال
بعد أن كبرت و صرت كأمي و أبي لا أحتاجه، أصرخ و أسمع الجميع شاؤوا و أبوا فلدي المال و العيال
يطيعوني كما كنت أنا فتربيت شديدا كالزلزال كما أرادوا
رأيت معلمي مع جمع الأطفال كم كرهته ، كم بدا سخيفا، لا هيبة ، لا حشمة، لا كرامة، يفعل
فعل الأطفال ، يقول مثلهم، لا يؤدبهم ضربا حتى يحترموه،
صار مهرجهم مفتخرا
و يشكرهم لو أجابوا نصف سؤال
يخ
الآن لن أحب معلمي و لن أكون معلما و لن أوصي ابنائي
أن يكونوا معلمين فليس لهم في مجتمعي مكانتي و المنزال
و أخشى ألا يقال لي : رجال ..
أنا لا أدري ، هل كبر جسمي على عيني فصغرت
لم حين قالوا : كنت صغيرا
كبرت عيني فأوحت لي بكل شيء رحابة جمال ..
هل بعض حقيقة أو سخف الواقع حين خيال
ألا ليت الطفولة تعود يوما
فأخبرها بما فعل الشباب و الشيخوخة
ألا ليت الطفولة تعود يوما
فما تركتنا إلا صَغارا صغارا ..