الصفحة الأولى : (( السيجارة أهانت صاحبي . فكيف تصرّف ؟ ))
أحد أصدقائي , كان مدخنا شرها , لاينام إلا بعد أن يقفز صدره مئات المرات ساعلا من أثر
التدخين , فيالها من حياة بؤس كئيبة !!!
وجه شاحب , شفتان سوداوان , عيون ذابلة , وصحة عليلة , وفي تدهور مستمر , يعـــــــرف
يعرف السبب , وماهو فيه من عطب , لكنه كغيره ممن ابتلوا بهذه العادة السيئة , يقنعــــــــون
أنفسهم بأنهم ( لايستطيعون )
لم لايستطيعون ؟ لا أدري !!!
وفي ليلة من ليالي البرد القارس , كان صاحبي هذا عائدا إلى بيته من إحدى ليالي السمـــــر
مرهقا تعبا , أكبر همه وسادة , ولحافأ يقيه البرد , وبعد أن خلع ملابسه , وارتدى ثياب النوم
واسترخى , أخذ علبة السجائر ليدخن قبل أن ينام ( يالها من عادة !! ) وإذا بالطامة والمفاجــأة
لقد استهلك السجائر جميعها في ليلة السمر , ولم يبق في العلبة الا ثنتان , وهو لا يستطيع النوم
قبل أن يؤمن تموينا كافيا من هذا البلاء ..
قفز من فراشه فزعا مهرولا تجاه باب البيت ليخرج , ويمتطي صهوة جواد سيارته عله يجـــــــد
في هذا الوقت المتأخر من الليل محلا تجاريا , فيه بلاؤه , فانطلق مسرعا يحدث نفسه , مـــاذا
أفعل لو لم أجد تموينا هذه الليله , وجابت به الافكار يمنة ويسرة , كما تجوب سيارته شـــــوارع
مدينته النائمة
وبينما هو كذلك إذ بإحدى البقالات التي يهم صاحبها باقفالها , ففرح فرحا شديدا , وطلب من
صاحب المحل علبة من السجائر , ولما أحضرها له فوجىء بأن النقود في ملا بسه بينما هو خرج
بثياب النوم التي لم يكن فيها بالطبع نقود , والمسافة بينه وبين داره بعيدة نسبيا . فماذا يفعل ؟
وكيف يتصرّف ؟!
طلب من صاحب المتجر أن يعطيه العلبة , وسوف يحضر له ثمنها غذا , لكنه رفض رفضا شديــــدا
فترجاه , وأغلظ له الأيمان لكن دون فائدة !! فطأطأ رأسه مخزيا , وترجاه أن ينتظره حتى يحضر
له النقود من البيت , فوافقه مشترطا عدم التأخر .
فركب سيارته ,و اقفل راجعا إلى منزله , وبينما هو في الطريق , دار في قلبه عدة تساؤلات ؟؟؟
ماالذي فعلته بنفسي ؟ كيف أهنتها إلى هذا الحد ؟ واستعاد شريط المأساة منذعودته الــــــى
داره , مرورا بماحصل له من أحداث , إلى أن عاد إلى المنزل مرة أخرى
أسئلة , تساؤلات , محاسبة للنفس ......
فجاء القرار الحاسم ............
أتدرون ماهو ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا للتدخين , لاعودة له , بل تعدى الامر إلى محاربتــــــــه !!!!!!!!!
إلى كل مدخن : هل تكونون مثــــــــــــــــــــل صاحبي !!!!!