حين أحدثه يبادر الى الحديث بلغة غير جيدة فيها نوع من التحقير والتنابز بالألقاب ، فأنا في نظره رجعي يؤمن بالغيب
قلت له لماذا لغتك سافلة يا صديقي ، عليك ان تتأكد انك بالرغم من انك لا تستطيع ان تكون متوازنا لكن لدي الثقة ان لديك القدرة على التفكير السليم ثم أردفت :حين ترتقي لغتك يرتقي وعيك.!
وتعيد تشكيل تفكيرك بطريقة سليمة يمكن ان نصل معها الى قواعد حوار محترمة وسليمة.
التفكير المادي يصيغ اللغة بطريقة غير سوية لذلك حين ينشغل الانسان بمطالب صغيرة تكون لغته صغيرة جدا لا يستطيع المرء صياغتها بطريقة سوية ومحترمة
كيف ترتقي لغتك هل تساءلت؟
أعتقد يا صديقي ان رقي اللغة دائما يتصل بالجانب أو الكيان الروحي في الانسان حين يكون الانسان حي الروح تكون لغته حية مؤدبة تدب فيها الحركة ويسكنها الوعي والمعنى العميق
ولذلك الذي امتلك القدرة على تكثيف حضور الروح يكون قويا في طرحه مؤثرا يثير اعماق الانسان ويعزف على وتر تلطعاته الكبرى
ولأنك يا صديقي ذو أشواق لا تتعدى المظاهر ولا تؤمن بغير المحسوس والملموس تصبح لغتك مصابة بمس المادية الخطير وتهيمن عليك ألفاظا قريبة الى التراب وملتصقة به حد التوحل.
السؤال كيف يمكن ان يرتقي "س "من الناس بلغته، بحواره ، حاسة اللسان معطوبة لدى الكثير مصابة بداء السب والشتم والتحقير وهذا تعبير عن وضاعة نفسية لدى من يستخدم الفاظ كهذه إن التعالي مسلك الفارغين دوما.
رد صديقي اليساري المعتق بلغة باذخة بالسخرية : لا تنصحني أيه الجلمود بما يتفيأ الشعراء ما أشد بؤسك يا رداد وانت تتحدث عن الروح. أنت تقصد الروح ببعدها الرجعي أما أنا فأقصد بالروح الفن والأدب والجمال والما وراء ..أنا بغنىً تام يا صديقي عن أن أعرف عن الروح شيئا عبرك ,لأن الروح التي تسكنك هي العدم هي الموت بذاته.!
أجبته: انا حي ولذلك فحياتي تجسدها الحركة السوية في مسعاي التعبدي التوحيدي ، ودائما تكون حياتي هي أشواق قوية تخترق الجدران المادية وتتجاوز منطق الظواهر الى يقينيات الغيب أنت غبي يا صديقي غبي مغفل لديك احساس رهيب بضياعك يستولي عليك شعور الموت الابدي المخيف وانا اتطلع الى الجنة وما اعد الله فيها للمؤمنين بالغيب به،يا صديقي التساؤلات الحقيقية لا تستطيع مواجهتها لأنها ستهزم عقلك المحدود الجامد.
أنت لست حر يا صديقي يخيل اليك فقط انك حر انت مصاب بعبودية الافكار المسبقة واوهام العلمية الزائفة ، لايوجد لديك ثوابت خياراتك ليست هي الصواب دائما وإن كنت تحاول التفكير بطريقة أوحت اليك من خلالها فلسفتك التي تعتنقها أنها صائبة .